الثلاثاء، 15 يوليو 2014


مساهمات في تنمية مستدامة لثقافة الحياة كصدقات جارية من ابداعات الفنان اللبناني حسين أحمد سليم البعلبكي

الاثنين، 14 يوليو 2014

الثلاثاء، 8 يوليو 2014




آداب وسلوكيات المجتمع الإفتراضي

 

بقلم: حسين أحمد سليم (آل الحاج يونس)

 

غزا العالم الإفتراضي حياتنا في الكثير من مجتمعاتنا, وفرض حضوره القويّ رغمًا عن إراداتنا, وبات يُشكّل مجتمعًا عصريّا قائمًا بحدّ ذاته, يفرض قواعد إجتماعيّة جديدة ومستحدثة وخاصّة وآدابًا سلوكيّة معيّنة, ينبغي على الخائضين في هذا العالم الإفتراضي مراعاتها والعمل بها ضمانً لسلامة الإستمرار والتّفاعل مع الآخرين في أرحبة برامج التّواصل الإجتماعي الإفتراضيّة في هذا العالم العصريّ الوافد إلينا من رحم حركة الإختراعات والإبتكارات لخدمات إعلام هذا التّواصل وتقريب المسافات بين النّاس وتفاعل الثّقافات فيما بينها...

باتت التّكنولوجيا العصريّة رغم جلالة خدماتها الّتي تقدّمها لنا, مصدر قلق وخوف في مجتمعاتنا, فالتّجاوزات غير المرغوب بها, طفح كيلها, وباتت تُؤرّق مستخدمي مواقع التّواصل الإجتماعي, لتتعاظم أسئلتهم, عن كيفيّة التّعامل بلياقة, فيما بينهم في العالم الإفتراضي, وفق قواعد مناسبة وأسس واضحة للسّلوك القويم...

ماهية تعرفة الأسماء الحقيقيّة, والصّفات العلميّة, والألقاب الرّسميّة, والعناوين الدّقيقة, والسّير الذّاتيّة المتكاملة, والصّور الشّخصيّة الثّابتة, يستوجب الإنتباه لها بدراية, والعمل بها بدقّة متناهية, وإختيار ما هو واقعي وغير إفتراضي منها قبل إعتمادها, لأنّها السّمات والهويّات وجوازات المرور للأشخاص والأفراد على إختلاف أنواعهم وألوانهم ومعتقداتهم, الّتي تعكس وقائع حقيقتهم, وتُعرّف بهم للآخرين, وتشير على مدى صِحّتها ومصداقيّتها, لِتُولى الثّقات فيما بين المتواصلين, وتستمرّ العلاقات...

حركة نشر المعلومات مهما كانت, لها خواصّها وآدابها وسلوكيّاتها الإعلاميّة, فهي الرّسائل الموجّهة من المرسل إلى متلقّي هذه الرّسائل, عبر برمجيات التّواصل الإجتماعي والمدوّنات والمواقع في إمتدادات أثير الشّبكة العنكبوتيّة العالميّة للمعلومات, ويجب أن تتّسم بالدّقّة اللازمة, والإنتباه لما تنطوي عليه, والصّحّة في مضامينها, والتّقنيّات الضّروريّة لها من الفنون الأدبيّة والفنّيّة وغيرها من علميّة وتوثيقيّة, وبالحذر الشّديد, وألاّ ينشر المستخدم شيئًا لا يرغب في أن يكون معلنًا للجميع, حتّى لا تنعكس المنشورات سلبًا على صاحبها والآخرين الموجّهة لهم, سواء عن قصد أو غير قصد...

الإقتباسات عن نتاجات الآخرين, والمنقولات عن ومن إبداعات الغير, وإعادة النّشر لما سبق ونشر من قبل البعض الآخر, جميعها لها قوانينها وأنظمتها وآدابها, وهي محكومة بقوانين حفظ الملكيّات الفكريّة والأدبيّة والفنّيّة في جميع أنحاء دول العالم, وعلى الجميع الإلتزام الأدبي والأخلاقي بمباديء هذه القوانين, حتّى لا يتعرّضون للمساءلات القانونيّة وإجراءاتها المحاكميّة, ولا يحقّ لأحد التّصرّف أو النّشر أو إعادة النّشر, بما ليس له إلاّ بإذن صاحبه, ولا يجوز لأحد محاولة النّشر في دائرة غيره إلاّ بموافقته ورضاه, وإلاّ تُعتبر إختراق وتعدٍّ على حقوق الآخرين...

حركة الحوارات والنّقاشات على إختلاف أنواعها, وفعل الأبحاث وتبادل الأفكار والمراسلات بين الأفراد في مواقع التّواصل الإجتماعي, ومهر المنشورات بالبصمات والإستحسان والتّعقيبات والملاحظات والنّقد البنّاء, هي أيضًا لها آدابها وأخلاقها وسلوكيّاتها وضوابطها وحدودها وقوانينها وإلتزاماتها, وعلى الجميع الإلتزام بها حفاظًا على سلاسة التّعامل, وضمانة لإستمراريّة العلاقات المفترضة, و على أعلى المستويات الأدبيّة والأخلاقيّة والتّواصليّة, حتّى لا تُفتقد من جرّاء سوءٍ في عمليّة التّعاطي, أو إساءاتٍ في إستقامة التّدبير, أو تهوّر في صوابيّة التّحليل, أو جموح في عمليّات الإنتقاد, مهما كانت حركة فعل الإجتهادات...

حركة فعل التّعارف عبر مواقع التّواصل الإجتماعي, هي للتّآلف وتوطيد العلاقات الإجتماعيّة الإفتراضيّة, كمقدّمة مباركة, لتحقيق هذا التّعارف والتّآلف في الواقع المعاش, و على أسس أدبيّة راقية, وأخلاقيّة رفيعة, ومناقبيّة سامية, وروحيّة شفيفة, بعيدة عن المصالح الآنيّة والخاصّة, وإذا كان لا بدّ من تقاطع للمصالح المشتركة, فلتكن على أسس واضحة, ومشروعة, تحفظ جميع الحقوق لأطرافها, دون بخس, وهنا يتطلّب الإنتباه والتّريّث والتّدقيق والإختبار بشتّى الطّرق المشروعة, لإختيار الآخرين في حركة فعل التّعارف والتّآلف, حتّى لا يصل المتعارفون والمتآلفون, للطّرق المسدودة في وجوههم, وإنهيار صروح علاقاتهم, لفقدان المصداقيّة والثّقة فيما بينهم...

الأنسنة في اللياقات الإفتراضيّة, والأخلاقيات الإفتراضيّة, والمسلكيات الإفتراضيّة, والمصداقيات الإفتراضيّة, والتّغريدات الموضوعيّة, وإدراك الأصول في حركة فعل التّواصل, ضرورات لا بدّ منها, لأنسنة الأساليب في التّعامل, وتمهيد الطّرق المؤدّية للنّهايات السّعيدة في أواخر المطافات, ولأقلمة المتعاملين فيما بينهم, وتقريب المسافات الفاصلة لهم عن بعضهم البعض, وإلاّ تنهار العلاقات وتدخل في متاهات الضّياع, ولا تنفع معها غرف العنايات...