أماني
عاشق
بقلم:
حسين أحمد سليم
الأماني
الورديّة معسولة التّشكيلِ في الوجدانِ و ذاكرة الخيالْ,
تتراءى
وامضةَ الطّيفِ في البعد المرتجى كأنّه عرائس الأحلامْ,
جميعها
تتلاشى سريعًا كما زبدَ الأمواج عند الشّاطيء الولهانْ,
حيثُ
مياه الأمواجِ الصّاخبةِ العاتيةِ تتكسّر عند الرّمالِ و الصّخورْ,
و
تمتصّها حبيبات الرّمالِ و تتطاير في الهواءِ و يتلاشى الرّذاذْ,
و
جميعها تذوبُ كما وعود السّاسة و السّياسةِ و أقزام الحكّامْ,
لتبقى
الأمنية الكبرى عِنوان الحقيقة العظمى تسكن الوجدانَ و الذّاتْ,
تتموسقُ
للوجودُ ترانيمَ و تهجّداتَ و تباشيرَ من أجلِ الوجودِ و الحياةْ,
و
تتبارك قداسةً و طهارةً من خلاصةِ قداسةِ المودّة و طهارةِ بالرّحمةْ,
و
تُقامُ أيّما مكانٍ و زمانٍ دولةُ الحياةِ قِوامها الوعيُ و الحبّ و العِشقْ,
أساس
قِوامُ البقاءِ و العيشِ في مكنون الأسرارِ و كنه السِّرِّ الإستمرارْ,
لِيُعرف
الله و يُوحّدُ و يُعبدُ و تتجلّى العظمةُ في عظمةِ الخلقِ و الإبداعْ,
مهما
عربد العهر و الكفر و إستكبر الظّلم قهرًا في المكان و الزّمانْ,
و
تعاظم الحرمانُ و الإجحافُ عِنوةً على ذِمّةِ عصرنة الحضارة الجوفاءْ,
أناديكِ
كارِزًا بقصائدي و نثائري و الصّدى يشُقُّ الفجاجاتَ عندَ القِممْ,
و
موجاتٌ هائماتٌ في لامتناهياتِ المدى تُدندنُ الآيات تجويدًا و ترتيلاً,
فتعالي
نجمةَ الصّبحِ الوامضةِ يا قدريّة الحُبِّ و العِشقِ في رِضى الله,
تعالي
يا كوكب الصّبحِ المنيرِ يا من أسكن الله صدركِ المودّة و الرّحمةْ,
تعالي
يا حاملةَ مِشعلَ الثّورةِ و الثّوّارِ نُوقِدُ البحار و الأنهار و البرك و الماءْ,
تعالي
نُلهبَ المكانَ و الزّمان و نُعلنُ حركةّ الرّفضِ و فِعلَ الثّورة و العصيانْ,
فهمسُ
كربلاء ينزف دمًا في الطّفِّ و النّشيجُ يعمّ الأرض و يجوب الأجواءْ,
فتعالي
وفاءً و إخلاصًا و عِنوةَ فِعلٍ الثّورةِ نُشعِلُ ما حولنا و كُلّ الأشياءْ,
العبدُ
الصّالحُ الخِضرُ ينتظرنا في لهفٍ عند كُلّ مقامٍ له و معلمٍ و مزارْ,
تعالي
يرحمكِ الله نملأ القناديل الفارغةَ زيتًا و نُضيءُ كُلَّ فتائلَ النّورْ,
و
لِنمْسحَ تعميدَ بركةٍ و قداسةٍ بالبسملةِ جبين كُلّ المجاهدينَ الشّرفاءْ,
ننفخُ
الرّوحَ في رميمِ المُتعبين شرقًا و غربًا شِمالاً و جنوبًا و هنا و هناكْ,
نُكفكِفُ
الدّموعَ التي تترقرقُ لاهبةً على الوجناتِ و لا نُطلِقَ لها بعد اليومِ العِنانْ,
تعالي
يا رمز الفِداءِ الحُرِّ نمتشِقُ السّلاحْ هو أجدى و أفعلُ من دموعِ المُتعبينْ,
و
السّلاحُ وحده وحده كما قال الإمام هو زينةُ الرّجالِ و حُسنِ النّساءْ,
لا
تخافي العسس تعالي حبيبتي القدريّة نُعلِنُ الثّورة في كُلِّ ساحْ,
تعالي
نطوفُ و نحمِلُ بيدٍ للخضر الشّموع المُتّقِدةْ و بالأخرى السّلاحْ,
و
نرقصُ فرحًا و عنفوانًا و نُنشِدُ الحُبّ و العِشقَ على صوتِ أزيز الرّصاصْ,
قد
تعاظم الإجرام في بلادي تعالي نصنعُ الفُلكَ لنا مرّة أخرى من أرزِ لبنانْ,
نوح
النّبيّ ينتظرنا على تشاغفٍ في بقاع كركه و عين الجّرّ ليبدأ الطّوفانْ,
و
وصيّةُ آدم الأمانة بين يديّ شيخ الأنبياءِ ما زالت تنتظِر الدّفن فِعلَ الجهادْ,
تعالي
حبيبتي القدريّةُ نتحدّى كُلّ الشّياطينِ و نقطف من بساتين الجنّةِ التّفّاحْ,
نعرج
للعلا في الفضاءاتِ اللامتناهيةِ و نرود الفراديسَ الآلهيّةَ الموشّاةِ
باللينوفارْ,
و
نهدل معًا في الحُبّ و العِشقِ و الحمائمُ و اليمائمُ و ننظمُ للحبِّ البشاراتْ,
نعضدُ
أزرنا ببعضنا نتكاملُ و نتناغم و ننسجمُ مودّة و رحمةً في العِشقِ و الحُبّْ,
تعالي
نتدجّجُ بالإيمانِ و الإخلاصِ لله و نخوضَ الحربَ ثورةً على الظّلمِ و الإستكبارْ,
و
بعد الحربِ إذا الحربُ أتت ثمارها المرجوّةِ سوف نُلقي السِلاحَ و نحمِلُ
الشّموعْ,
نستبدلُ
الحربَ الضّروس و أوزارها بالحُبِّ و العِشقِ و نتوحّدُ في عِشقِ و حُبِّ الله,
فالحُبّ
في النّاموسِ أقوى و العِشقُ في الله أجدى من الحربِ و قرقعةِ السّلاحْ,
تعالي
يا أمّ الحياةِ يا من أكرمكِ الله في القرآنِ بقداسةِ الحُبِّ نُحاربُ بالعِشقِ
نتسلّحْ,
و
نُقاتلُ و نُجاهدُ و نبذلُ كُلّ غالٍ و ثمينٍ في سبيلِ الله و الحقّ و الوجودِ و
الحياةْ,
يا
خضر موسى أيّها العبدُ الصّالحِ الذي خفيَ علينا إسمكَ المباركُ في آي القرآنْ
تعالَ
تعالَ تعالَ قدْ أضِئنا لك في كُلِّ مقامَ و في كُلِّ مزارٍ في العِشقِ و الحُبِّ
شُموعْ,
يا
خضر أيلا النّبي و يا خضر إلياسَ النّبي و يا كوكب الصّبحِ الوضّاءِ و يا خضر
المعجزاتْ,
نحن
ننتظركَ على شغفٍ عند مجمع البحرينِ حيث الصّخرةَ و المسربَ كي نلقاكْ,
عُدْ
إلينا يا خضر موسى كم نتوق إليكَ و لوعيكَ و عرفانكَ في المكانِ و الزّمانْ,
عُدْ
إلينا بوصاياكَ و أدعيتكَ و صلاتك و ضمّخْ حياتنا بطهارة العِشقِ و قداسة الحُبّْ,
و
ليتجلّى الحُبُّ مُعجزةً و العِشقُ كرامةً من لدن الله في أرحبةِ الأرضِ و السّماءْ,
و
لتكُنْ مشيئة الله فينا كما شاءَ بما شاء و ممّا شاءَ و كيفما المشيئةَ عدلاً شاءْ,
فأينَ
يستوي الفُلكَ عند قِمّةِ العنفوانِ و جبل القداسةِ ليس في الأمرِ سؤالْ,
فالأرضُ
ستخضرُّ و تلبس سندسها و تتدثّرُ نماءً أينَ الخِضرُ مشى و أقام الصّلاةْ,
و
قيثارة الحياة ستصدحُ في أذنِ العيشِ من أجلِ الحياةِ و تُزهِرُ الأرضُ بعد الجفافْ,
و
يلتقي موسى النّبي إبن عمران و يُدركُ الخضر برحلةِ العلمِ عند مجمع البحرينْ,
و
تبدأ الحياة من جديدٍ و تتكرّر ظواهرُ الأشياءِ و البواطنُ حركة فِعلِ المعجزاتِ
الثّلاثْ,
خرْقُ
السّفينةِ لِتبقى لأصحابها الفقراءَ و قتلُ الغلامِ الكافرِ و تقويمُ ما مال من الجِدارْ,
و
لِيتفكّر من له عقلٌ و قلبٌ فالحرْبٌ على الظّلمِ و الكفرِ و حِفظٌ للمواثيق و العهودْ,
و
تحتضنُ الأرضَ بعد طُهرها الحياةْ لِتستمرّ في الحملِ و الإنجابِ في هذا الزّمانْ,
و
تُبنى فوق الأرضِ المساجدُ و المُصلّياتُ و المزاراتُ و البيوتَ لله و في رِضى
الله,
و
يتناسلُ الأنبياء و أولاد الأنبياء و أحفادُ الأنبياءِ و الأولياء و الخلفاء بالملايينْ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق