الجمعة، 6 يونيو 2014


نَرْجَسِيَاتْ

 

بِقَلَمْ: حُسَيْنْ أَحْمَدْ سَلِيْمْ

 

حَبِيْبَتِيْ القَدَرِيَّةُ...

لَسْتُ نَيْرُوْنَ التَّارِيْخِ, كَمَا يَتَرَاءَىْ لَكِ, فَزَّاعَةَ رُعْبٍ وَخَوْفٍ فِيْ المَكَانِ وَالزَّمَانِ... وَلَسْتُ نَرْجَسِيًّا, كَمَا يَتَصَوَّرُ لَكِ, أَعْبُدُ الأَنَا غَبَاءً وَغَفْلَةً, مِنْ دُوْنِ عِبَادَةِ الرَّحْمَنِ... وَلَسْتُ مُتَوَحِّشًا, كَمَا تُوَصِّفِيْنَنِيْ, إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلَكِ, حَوَّاءُ أُمِّيْ, أَتَيْتُ مِنْ طِيْنَةِ آدَمَ الإِنْسَانِ... وَلَسْتُ مُقَيَّدًا بِعِنَادِيْ, كَمَا تُكَبِّلِيْنَنِيْ, قَدْ عَتَقَنِيْ الحُبُّ وَحَرَّرَنِيْ العِشْقُ, مُنْذُ بَدْءِ الأَوَانِ... وَلَسْتُ فِيْ الحُبِّ وَالعِشْقِ أَسْتَعْبِدُكِ, كَمَا زُوْرًا وَبُهْتَانًا تَتَّهِيْمِنَنِيْ, فَحُرِّيَتُكِ فِيْ قَدَاسَةِ حُبِّيْ وَطَهَارَةَ عِشْقِيْ وَشَفَافِيَّةَ حَنِيْنِيْ... وَلَسْتُ أَتَنَكَّرُ للهِ كُفْرًا, وَأَنَا المَخْلُوْقُ الضَّعِيْفُ, كَمَا أَنْتِ, أَوْدَعَ الله فِيْ صَدْرِيْ وَصَدْرَكِ, المَوَدَّةَ وَالرَّحْمَةَ, فَإِرْحَمِيْ نَفْسَكِ وَإِرْحَمِيْنِيْ... وَلَسْتُ مَغْرُوْرًا وَمُتَنَافِخًا فَرَاغًا, كَمَا تَظْلُمِيْنَنِيْ, فَأَنَايَ طِبْقَ أَنَاكِ, عَظَمَةَ إِبْدَاعٍ, تَجَلِّيَاتُ الخَالِقِ الأَعْظَمِ, لَوْ تَفْهَمِيْنَنِيْ... وَلَسْتُ أَنَانِيًّا, أَتَفَرَّدُ فِيْ إِمْتِلاَكِ الأَشْيَاءِ, كَمَا تُوَسْوِسُ لَكِ نَفْسُكِ الأَمَّارَةُ بِالسُّوْءِ, فَالمَالِكُ هُوَ الله, فَلاَ تَجْرَحِيْنِيْ وَلاَ تُؤْلِمِيْنِيْ... وَلَسْتُ فِيْ الحُبِّ وَالعِشْقِ لاَهٍ, فَالحُبُّ وَالعِشْقُ أَمَانَةُ اللهِ فِيْ القُلُوْبِ, وَوَدِيْعَةُ العُقُوْلِ المُؤْتَمَنَةُ بِالأَمِيْنِ... وَلَسْتُ مِزَاجِيًّا, أَتَقَلَّبُ بِتَقَلُّبِ الخَوَافِقِ, كَمَا تَتَبَجَّحِيْنَ, فَأَنَا الفَطِنُ, إِيْمَانًا بِاللهِ وَإِطْمِئْنَانًا, حَتَّىْ لاَ أُغْدَرُ فِيْ كُلِّ حِيْنِ... وَلَسْتُ فِصَامِيًّا, وَلاَ يَسْكُنَنِيْ الوَسْوَاسُ القَهْرِيُّ, كَمَا تَتَوَهَّمِيْنَ, فَإِتَّقِ الله فِيْ نَفْسَكِ, وَمَا لاَ طَاقَةَ لِيْ بِهِ, لاَ تُحَمِّلِيْنَنِيْ... أَحْبَبْتُكِ فِيْ اللهِ مَوَدَّةً, وَعَشِقْتُكِ فِيْ رِضَاهِ رَحْمَةً, فَإِحْذَرِيْ نَفْسَكِ قَبْلَ أَنْ تَحْذَرِيْنِيْ, وَخَافِيْ الله وَلاَ تَخَافِيْنِيْ... مَا أَنَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلَكِ, مَثِيْلٌ لَكِ فِيْ الإِنْسَانِيَّةِ, مُؤْتَمَنٌ عَلَيْكِ وَصِيَّةَ الله, حُبًّا وَعِشْقًا, مَوَدَّةً وَرَحْمَةً, قَدِ إِئْتَمَنْتُكِ فِيْ اللهِ, فَفِيْ اللهِ إِئْتَمِيْنَنِيْ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق