السبت، 31 مايو 2014


قِرَاءَاتْ هَادِئَةْ

فِيْ كِتَابَاتْ خَالِدْ أَحْمَدْ الحَاجّْ

 

بِقَلَمْ: حُسَيْنْ أَحْمَدْ سَلِيْمْ

 

يَخُوْضُ المَرْءُ تَجَارِبَهُ وَاقِعًا فِيْ مَسْرَحِ الحَيَاةِ, بِإِنْدِفَاعٍ مَا لِتَحْقِيْقِ أَهْدَافِهِ البَعِيْدَةِ وَالقَرِيْبَةِ, تِلْكَ الَّتِيْ يُحَاكِيْهَا وِجْدَانًا فِيْ البُعْدِ الآخَرِ, وَتُحَاكِيْهِ خَيَالاً إِفْتِرَاضِيًّا بِالآمَالِ المَأْمُوْلَةِ المُرْتَجَاةِ... يُعَانِيْ مَا يُعَانِيْ فِيْ خُضَمِّ مَسَارَاتِهِ, فَإِذَا مُحَصِّلاَتُ النَّتَائِجِ تَنْعَكِسُ عَلَىْ ذَاتِيَّتِهِ إِيْجَابًا أَوْ سَلْبًا, فَتُحَفِّذَهُ عَلَىْ جَرْأَةِ البَوْحِ فِيْ التَّعْبِيْرِ عَنْ مَكْنُوْنَاتِهِ, يَهُدُفُ فِيْ تَفَكُّرِهِ الصَّامِتِ فِيْ عَقْلِهِ البَاطِنِيِّ, مُشَارَكَةَ الآخَرِيْنَ لَهُ فَرْحَتَهُ أَوْ حُزْنَهُ أَوْ أَلَمَهُ, وَهَذِهِ هِيَ حَالُ خَالِدْ أَحْمَدْ الحَاجّْ فِيْ كِتَابَاتِهِ...

يَرَىْ خَالِدْ أَحْمَدْ الحَاجّْ فِيْ الحُبِّ خَطِيْئَةً, فَرَاحَ يَكْرُزُ فِيْ نَثِيْرَتِهِ "الخَطِيْئَةِ" لاَفِتًا إِلَىْ الخَطِيْئَةِ فِيْ الحُبِّ, وَأَنَّهُ إِرْتَكَبَ خَطِيْئَةً حِيْنَ وَقَعَ فِيْ الحُبِّ, مُكْتَشِفًا أَنْ لاَ قَرَارَ وَلاَ أَمَلَ, حِيْنَ يَمْتَلِكُ العَاشِقُ قَلْبًا أَشَدَّ قِسْوَةً مِنَ الحَجَرِ, مُنَاشِدًا ذَاتِيَّتَهُ العَوْدَةَ إِلَىْ صَوْمَعَتِهِ, لأَنَّهُ مَلَّ الإِنْتِظَارَ وَألسَّهَرْ...

فَفِيْ نَثِيْرَةِ الخَطِيْئَةِ يَقُوْلُ فِيْ نَثِيْرَةِ: "الخَطِيْئَةْ

أَقُوْلُ لِكُلِّ البَشَرْ, وَلِكُلِّ الشَّجَرْ

الخَطِيْئَةُ هِيَ الحُبّْ, بِلاَ قَرَارٍ وَبِلاَ أَمَلْ

خَطِيْئَتِيْ, أَنِّيْ أَحْبَبْتُ يَوْمًا, وَإِمْتَلَكْتُ قَلْيًا أَشَدُّ قَسْوَةً مِنَ الحَجَرْ

كُنْتُ قَدْ وَزَّعْتُ الحُبَّ عَلَىْ أَجْسَادٍ عَارِيَةٍ

وَلَيْسَ هُنَاكَ أَطْيَبَ, مَا فِيْ الوَرْدِ مِنْ عَسَلْ

سَأَرْجِعُ إِلَىْ نِسَائِيْ, فَقَدْ مَلَلْتُ الإِنْتِظَارْ, وَمَلَلْتُ السَّهَرْ..."

وَفِيْ نَثِيْرَتِهِ تَحْتَ عِنْوَانْ: " كَلِمَاتٌ مِنَ الحُبّْ" أَرَىْ خَالِدْ أَحْمَدْ الحَاجّْ, يَعِيْشُ حَالَةَ المُنَاجَاةِ لِلْحُبِّ فِيْ نَثِيْرَتِهِ, وَيَسْتَشْعِرُ الحُبَّ وَكَأَنَّهُ كَمَا الوُرُوْدِ وَالرَّيَاحِيْنِ, يَضُوْعُ بِالطَّيْبِ هَمَسَاتَ, تَوْقًا لِشِفَاهٍ وَعُيُوْنٍ, وَحَنِيْنٍ مُتَشَاغِفٍ فِيْ حَنَايَا القَلْبِ... حَيْيُ يَقُوْلُ فِيْهَا: "كَلِمَاتٌ مِنَ الحُبّْ

هَمَسَاتٌ وَشَوْقٌ, شِفَاهٌ وَعُيُوْنْ, وَحَنِيْنُ قَلْبٍ, لَيْسَ لَهُ قَرَارْ

فِيْ الأَعْمَاقِ مُقَدَّسٌ, وَحِيْدًا مُنَاجِيًا, مُتَأَلِّمًا مُنَادِيًا

لِلْحُبّْ, كَلِمَةُ نَرْجَسٍ, يَاسَمِيْنْ, رَحِيْقُ عَنْبَرْ

تَعِيْشُ فِيْ الظَّلْمَةِ, فِيْ الخَفَاءْ

خِشْيَةَ أَنْ تُغْمَدْ وَتَمُوْتْ..."

خَالِدْ أَحْمَدْ الحَاجّْ حِيْنَ يَكْتُبُ لِعَيْنَيّْ مَعْشُوْقَتِهِ, يَرَىْ فِيْهِمَا هِيَامُ النَّجْمِ, يُحَدِّقُ فِيْهِمَا وَيَحْلَمُ بِهِمَا كَمَوْجٍ مِنَ المَدِّ وَالجَزْرِ, فِهِمَا زَبَدٌ وَرَذَاذٌ مِنَ قَطَرَاتِ المَاءِ الجَمِيْلَةِ, وَيَصِفُهُمَا بِاللُؤْلُؤِ بَيْنَ الجَوَاهِرِ, وَيَرَىْ فِيْهِمَا الرَّاحَةَ بَعْدَ كُلِّ عِنَاءٍ وَتَعبٍ, لِيَعُوْدَ إِلَىْ التَّحْدِيْقِ بِهِمَا وِيَحْلُمُ... حَيْثُ يَقُوْلُ فِيْهَا: "عَيْنَاكِ

لِعَيْنِيْكِ أُحَدِّقُ وَأَحْلَمْ, وَالنَّجْمُ فِيْهِمَا هَامْ

المَوْجُ مَدٌّ وَجَزْرٌ, وَعَيْنَاكِ زَبَدٌ وَرَذَاذْ, لُؤْلُؤَةٌ مَا أَجْمَلْ

أَتَضِيْعُ بَيْنَ الجَوَاهِرِ وَالمَاسْ؟!

لِعَيْنَيِكْ أُحَدِّقُ وَأَحْلَمْ, وَالزَّمَنُ قَدْ تَاه, مَابَيْنَ شِتَاءٍ وَصَيْفٍ, دَخَلْتُ فِيْهِمَا وَمَشَيْتْ

زَمَنٌ تَوَقَّفْ, وَدَهْرٌ أَمَأتَ دَهِرْ, قَطَفْتُ الوَرْدَ وَالعَسَلْ, وَالنَّحْلُ مَاتْ

رَكِيْتُ المَوْجَ وَالإِعْصَارْ, سَحَرٌ يُنَاجِيْ سَحَرْ

وُجُوْدٌ أَوْ لاَ وُجُوْدْ, وَحَيْرَانٌ أَنَا, مَشَيْتُ وَمَشَيْتْ

وَالتَّعَبُ نُسْيَانْ, فَرَجِعْتُ لأُحَدِّقُ وَأَحْلَمْ...

وَيَتُوْقُ خَالِدْ أَحْمَدْ الحَاجّْ فِيْ تَثِيْرَتِهِ "دَعِيْنِيْ" لِلَمْسِ شَفَتَيّْ حَبِيْبَتِهِ, بِتَوْصِيْفِهِ لَهُنَّ وَكَأَنَّهُنَّ لَوْحَةَ رَسَّامٍ تَشَكَّلَتْ مِنَ اللُؤْلُؤِ... حَيْثُ يَقُوْلُ فِيْهَا: "دَعِيْنِيْ

دَعِيْنِيْ أَلْمُسُ شَفَتَيْكِ, فَالعُنْقُوْدُ حُصْرُمٌ, وَزَبِيْبُ الخَمْرِ, حَبَّاتٌ, حَبَّاتْ, تَتَلأْلأُ بَيْنَ شَفَتَيْكِ

وَالكَأْسُ يَتَأَرْجَحُ, مَا بَيْنَ قُبْلَةٍ, وَنَظْرَةٍ مِنْ عَيْنَيْكِ...

دَعِيْنِيْ أَلْمُسُ لُؤْلُؤَةً, وَزَبَدُ ثَغْرَكِ, خُطَّ لَوْحَةً, نَشْوَةَ سَكْرَانٍ, وَرَسَّامٌ بِرِيْشَةٍ مِنَ القُبَلْ..."

يَتَأَرْجَحُ خَالِدْ أَحْمَدْ الحَاجّْ فِيْ نَثِيْرَتِهِ "بَاقَةَ الوَرْدِ" بَيْنَ وَصْفِ الجَمَالِ لِلْوُرُوْدِ وَمُنَاسَبَةَ إِهْدَائِهِ, وَكَأَنَّهُ يَسْتَرِجِعُ وَقْعًا نَفْسِيًّا مُؤْلِمًا مَرَّ بِهِ عِبْرَ تَعَاقُبِ الأَيَّامِ, مُتَسَائِلاً فِيْ حَسَرَاتٍ عَنْ مَاهِيَةَ الهَدِيَّةِ فِيْ زَمَنِ الحُزْنِ, تَائِهًا هَائِمًا بَيْنَ المِيْلاَدِ وَالمَأْتَمِ... حَيْثُ يَقُوْلُ فِيْهَا: "بَاقَةُ الوَرْدِ

بِأَيّْ حَالٍ تَبْكَيْ الوَرْدَ, وَكَانَتْ أَرِيْحًا عَلَىْ الوُرُوْدِ, أَلْوَانًا أَحْسَنَتْ إِخْتِيَارَهَا, وَكَانَ الدَّمُ قَدْ مَزَجَ الأَلْوَانَ... كَلِمَاتٌ قَدْ بِيْعَتْ وَيَا بَيْعَ العَبِيْدِ وَالرَّقَائِقِ, لَقَدْ لَجَمَ القَلْبُ صَنَمْ, وَمَا هُوَ بِحِجِرْ, إِنْ رَشَقْتَهُ أَعَادُوْا, وَكَأَنَّ الآذَانَ لَيْسَتْ بِسَمَعْ... هَدِيَّةً قَدْ قُبِلَتْ, وَيَا لَيْتَ النَّفْسَ لَمْ تَقْبَلْ, عِيْدٌ قَدْ حَسِبْتُهُ مِيْلاَدًا, وَمَا هُوَ إِلاَّ حُزْنًا وَمَأْتَمْ... إِنْ مَالَتِ الأَغْصَانُ رَاقِصَةً, وَالعُصْفُوْرُ بِمَأْمَنٍ مِنَ الشَّجَرْ... قَدْ وَهَبْتَ رُوْحًا وَظَنًّا, بِالرِّيَاحِ لَمْ تَرْجَعْ, وَمَا حَسَبَ الدَّهْرُ لُعْبَةً, بَيْنَ حِيَادٍ وَمُعْتَدٍ, لَوْ لَمْ تَكُنْ بَاقَةَ وَرْدٍ, لَحَسِبْتَهَا شَوْكًا عَلَىْ شَوْكٍ..."

 يَنْتَقِلُ خَالِدْ أَحْمَدْ الحَاجّْ فِيْ نَثِيْرَتِهِ "سَفَرٌ وَإِنْتِظَارٌ" إِلَىْ إِعْتِبَارِ مَعْشُوْقَتِهِ الأَمَلُ وَالمَنَالُ, وَكَأَنَّهُ إِفْتَقَدَهَا, فَرَاحَ يُنَادِيْهَا وَلاَ مِنْ مُجِيْبٍ, وَاعِدًا لَهَا بِتَلْبِيَةِ مَا تَشَاءُ وَتَطْلُبُ, مُبَيِّنًا لَهَا تَحْوِيْلَ حَالِهِ, مَا بَيْنَ السَّفَرِ وَالإِنْتِظَارِ وَإِتِّخَاذَا القَرَارِ... حَيْثُ يَقُوْلُ فِيْهَا: "سَفَرْ وَإِنْتِظَارْ

لاَ أَطْلُبُ مِنْكِ الإِبْتِعَادْ, وَلاَ سَفَرْ وَإِتِّخَاذَ قَرَارْ, فَالأَيَّامَ تَوَقَّفَتْ, وَالدَّقَائِقَ وَالسَّاعَأتْ

فَأَنْتِ أَنْتِ المَنَالْ, فَوْقَ مَنَالْ...

نَادَيْتُ, نَادَيْتْ, وَلَمْ يُجِبْ أَحَدًا فَبَكَيْتُ, لِمَاذَا عُصْفُوْرَتِيْ لِمَاذَا

أُطْلُبِيْ مِنِّيْ مَا شِئْتِ, فَالقَفَصُ قَدْ مَلَّ وَمَاتْ

لِمَاذَا عُصْفُوْرَتِيْ لِمَاذَا, أُطْلُبِيْ مِنِّيْ مَا شِئْتِ

فَلَيْلِيْ قَدْ أَصْبَحَ نَهَارْ, وَخَيَالٌ مَا بَيْنَ الشَّمْسِ وَالقَمَرْ

حَبِيْبَتِيْ, أُقْتُلِيْنِيْ إِنْ شِئْتِ, فَأَنَا عَلَىْ أَحَرِّ مِنَ الجَمْرِ, مَا بَيْنَ سَفَرٍ وَإِنْتِظَارْ..."

وَيَعُوْدَ خَالِدْ أَحْمَدْ الحَاجّْ لِيَكْرُزَ بِالحُبِّ لِحَبِيْبَتِهِ, يُحَاكِيْ قَلْبَهُ الَّذِيْ يَتَشَاغَفُ لِمَعْشُوْقَتِهِ, الَّتِيْ أَحَبَّهَا مُنْذُ زَمَنٍ بَعِيْدٍ, قَبْلَ الشُّرُوْقِ وَالمَغِيْبِ, وَقَبْلَ طُلُوْعَ الفَجْرِ وَصِيَاحَ الدَّيْكِ... أَحَبَّهَا بِكُلِّ الأَلْوَانِ وَاللُغَاتِ وِفِيْ صَفَحَاتِ التَّأرِيْخِ, وَبَيْنَ أَشْجَارِ الرُّمَّأنِ وَشَقَائِقِ النُّعْمَانِ, مُتَخِيِّلاً شَفَتَاهَا أَجْمَلَ مِنَ اليَاسَمِيْنَ وَألرِّيْحَانِ... حَيْثُ يَقُوْلُ فِيْهَا: "أَحْبَبْتُكِ

أَحْبَبْتُكِ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ, أَحْبَبْتُكِ مِنْ زَمَنٍ بِعِيْدٍ, قَبْلَ الشُّرُوْقِ وَالمَغِيْبِ, قَبْلَ طُلُوْعِ الفَجْرِ, وَصِيَاحِ الدِّيْكِ...

أَحْبَبْتُكِ بِكُلِّ الأَلْوَانِ, بِكُلِّ اللَوْحَاتِ وَاللُغَاتِ, بِكُلِّ حُرُوْفِ الأَبْجَدِيَّةِ, بَيْنَ صَفَحَاتِ التَّارِيْخِ القَدِيْمِ وَالجَدِيْدِ...

أُحِبُّكِ بَيْنَ أَشْجَارِ الزَّيْتُوْنِ وَالرُّمَّانِ, وَشَقَائِقِ النُّعْمَانِ, رُسِمَتْ شِفَاهًا أَجْمَلَ مِنَ اليَاسَمِيْنَ وَالرَّيْحَانِ...

أَحْبَبْتُكِ حَتَّىْ الثَّمَالَةِ, حَتَّىْ الضَّيَاعِ, سَابَقْتُ النَّحْلَ وَالوُرُوْدَ, لأَنْعَمَ بِعَسَلِ شَفَتَيْكِ, مِنْ قَبْلٍ وَمِنْ بَعْدِ..."

خَالِدْ أَحْمَدْ الحَاجّْ, كَاتِبٌ فِيْ الظِّلِّ مُقِيْمٌ, يَنْتَظِرُ كَشْفَ الغِطَاءِ عَنْ كِتَابَاتِهِ, وَإِنْ كَانَ لاَ يَمْتَهِنُ الكِتَابَةَ فِيْ يَوْمِيَاتِهِ,الَّتِيْ يُعَارِكُ فِيْهَا مَطَالِبَ الحَيَاةِ, بِلْ يَعْتَمِدَهَا مُتَنَفَّسًا لَهُ لإِرَاحَةِ ذَاتِيَّتِهِ مِنْ تَعَبِهَا الرُّوْتِيْنِيِّ... يُمَارِسُ هَدْأَتَهُ فِيْ إِرْتِيَاحِهِ وَسَكِيْنَتِهِ, فَيَلْجَأُ إِلَىْ قَلَمِهِ يُحَرِّضُهُ لِلْبَوْحِ فِيْمَا يَعْتَلِجُ فِيْ صَدْرِهِ, فَيَتَفَاعَلُ القَلَمُ مَعَهُ وَيَبْدَأُ البَوْحَ, سَاكِبًا مَدَادَهُ عَلَىْ بَيَاضِ القُرْطَاسِ, تَشْكِيْلاَتَ مِنَ المَحَارِفِ المُتَحَابِبَةِ فِيْ الكَلِمَاتِ المُتَعَاشِقَةِ, لِبِنَاءِ أَيْقُوْنَاتِ النَّصِّ فِيْ نَثِيْرَةِ جُبٍّ أَوْ قَصِيْدَةَ عِشْقٍ... دَأْبُهُ العَمَلَ فِيْ مَسِيْرَةِ الخَلْقِ وَالإِبْدَاعِ لِتَوْكِيْدِ ذَاتِيَّتِهِ فِيْ شَخْصِيَّةٍ لَهَا كَيْنُوْنَتِهَا, وَلَهَا مَكَانَتِهَا فِيْ عَالَمِ التَّجَلِّيَاتِ اللاَفِتَةِ فِيْ تَجَارُبِ العَطَاءِ فِيْ الكِتَابَاتِ نَثْرًا وَشِعْرًا...

الجمعة، 30 مايو 2014


خَالِدْ أَحْمَدْ الحَاجّْ

كَاتِبْ فِيْ الظِّلّْ, خَوَاطِرُهُ تَرْسُمُ غَدُهُ المُشْرِقْ بِالإْبْدَاعْ...

 

بِقَلَمْ: حُسَيْنْ أَحْمَدْ سَلِيْمْ

 

خَالِدْ أَحْمَدْ الحَاجّْ, المُتَخَصِّصْ الجَامِعِيْ فِيْ إِدَارَةِ الأَعْمَالِ, المُتَخَرِّجُ وَالمُجَازُ مِنْ أَرْحِبَةِ جَامِعَةِ بَيْرُوْتَ العَرَبِيَّةِ, الحَائِزِ عَلَىْ العَدِيْدِ مِنَ الخُبُرَاتِ العَمَلِيَّةِ المَدِيْدَةِ فِيْ الإِدَارَةِ وَالمُرَاقَبَةِ وَالإِنْتَاجِ, الَّتِيْ جَمَعَهَا بِجُهْدٍ وَكَدٍّ وَنَشَاطٍ وَمُثَابَرَةٍ, حَازَ عَلَيْهَا مِنْ مَصَادِرَ مُتَعَدِّدَةْ فِيْ لُبْنَانَ وَبَعْضِ الأَقْطَارِ العَرَبِيَّةِ, لِتَسِمَ شَخْصِيَّتَهُ الإِدَارِيَّةِ المُتَفَوِّقَةِ, المُكَلَّلَةِ بِالنَّجَاحِ وَالتَّفَوُّقِ, وُصُوْلاً لِقَطْفِ الثِّمَارِ اليَانِعَةِ فِيْ مَجَالِ إِخْتِصَاصِهِ, تَحْقِيْقًا لِطُمُوْحَاتِهِ الَّتِيْ تُحَاكِيْ وِجْدَانَهُ فِيْ البُعْدِ المَأْمُوْلِ...

خَالِدْ أَحْمَدْ الحَاجّْ, المَوْلُوْدْ فِيْ رِحَابِ مَدِيْنَةِ الشَّمْسِ بَعْلَبَكَّ, هُوَ إبِنْ بَلْدَةِ المُغَيْرِيْ الجَبَلِيَّةِ, رُبَّمَا أَصْلِ الإِسِمْ تَصْغِيْرْ كَلِمَةْ مَغَارَةْ, إِنَّمَا المُحْتَمَلْ, يَعْنيْ إِسْمَهَا: "الثَّائِرُوْنَ, المُحَمِّسُوْنَ, المُفَيَّقُوْنَ",  بَلْدَةْ لُبْنَانِيَّةْ, تَابِعَةِ لِقَضَاءِ مَدِيْنَةِ جُبَيْلَ فِيْ مُحَافَظَةِ جَبَلِ لُبْنَانَ, البَلْدَةْ الَّتِيْ تَتَرَبَّعُ عَلَىْ إِرْتِفَاعِ يَعْلُوْ عَلَىْ الأَلْفِ مِتْرٍ عَنْ سَطْحِ البَحْرِ, بِمَسَاحَةٍ تَزِيْدُ عَلَىْ المَايَتَيْنِ وَالخَمْسِيْنَ هِكْتَارًا, تَنْتَشِرُ بُيُوْتِهَا عَلَىْ المُرْتَفَعَاتِ وَالقِمَمِ الشَّمَّاءِ, تَحْتَضِنُ فِيْ أَرْضِهَا مَوْرُوْثَاتٍ تَارِيْخِيَّةٍ ثَرِيَّةٍ تَتَمَثَّلُ بِهَيْكَلَيْنِ رُمَانِيَّيْنِ... لِتَتَمَاهَىْ بِعُنْفُوَانِ أَهْلِهَا وَتَفْخَرُ بِهِمْ, سِيَّمَا أُوْلَئِكَ الَّذِيْنَ حَمَلُوْا إِسْمَهَا إِلَىْ أَبْعَدِ مِنْ مَحْدُوْدِيَّةِ جُغْرَافِيَّتِهَا, فَكَانَ مِنْ أَبْنَائِهَا المُحَامُوْنَ وَالمُهَنْدِسُوْنَ وَالإِدَارِيًّوْنَ وَالقَادَةْ العَسْكَرِيُّوْنَ, إِضاَفَةً لِمِيْزَةِ بَعْضِهِمْ فِيْ الفُنُوْنِ الأَدَبِيَّةِ نَثْرًا وَشِعْرًا, وَمِنْهُمْ: خَالِدْ أَحْمَدْ الحَاجّْ, الكَاتِبْ المَغْمُوْرْ الَّذِيْ يَعِيْشُ فِيْ الظِّلِّ بَعِيْدًا عَنِ الأَضْوَاءِ, يُمَارِسُ جَرْأَةَ البَوْحِ بِمَكْنُوْنَاتِهِ مِنْ لِسَانِ قَلَمِهِ إِلَىْ وَرَقَتِهِ, يَأْتَمِنُهَا عَلَىْ مَا تَجُوْدِ بِهِ قَرِيْحَتُهُ مِنْ نَثَائِرَ وَخَوَاطِرَ وَكِتَابَاتَ ذَاتَ طَابِعٍ شَاعِرِيٍّ مُوَاكِبٍ لِلْحَدَاثَةِ وَالعَصْرَنَةِ...

يَعِيْشُ الكَاتِبْ خَالِدْ أَحْمَدْ الحَاجّْ, مَخَاضَ الكَلِمَاتِ فِيْ لَحَظَاتِ تَأَمُّلٍ, يَقْتَنِصُهَا مِنْ هَدْأَةِ رَاحَتِهِ بَعْدَ عَمَلِهِ اليَوْمِيِّ, وَهُوَ يَخُوْضُ صَخَبَ العَيْشِ وَضَوْضَاءَ الوَاقِعِ فِيْ زَمَنِ عَصْرَنَةِ القَهْرِ, يُمَارِسُ حَيَاتَهُ فِيْ هَدْأَةٍ خَاصَّةٍ, يَحْتَجِبُ فِيْهَا خَلْفَ حُرُوْفِهِ وَكَلِمَاتِهِ وَخَوَاطِرِهِ وَكِتَابَاتِهِ وَنَثَائِرِهِ وَقَصَائِدِهِ, عَاكِسًا كُلَّ مَشْهَدِيَاتِ المُعَانَاةِ, الَّذِيْ يَعِيْشُ دَقَائِقِهَا الإِنْسَانْ تَحْتَ وَطْأَةِ هَذَا العَصْرِ القَاهِرِ...

لاَ تُشْغِلْ خَالِدْ أَحْمَدْ الحَاجّْ, الهُمُوْمُ العَادِيَّةُ عَنْ إِبْحَارِهِ الرُّوْحِيِّ فِيْ آفَاقِ التَّأَمُّلِ, وَلاَ اُثْنِيْهِ مَظَاهِرُ العَصْرِ وَمَعَالِمَهُ عَنْ قَنَاعَاتِهِ, الَّتِيْ يَقِفُ عِنْدَهَا كَمَبْدَأُ, لِيَكْتُبَ فِعْلَ حَرَكَةِ خَوْضِ غِمَارِ الحَدَثِ فِيْ المَكَانِ وَالزَّمَانِ, نَاقِلاً بِأُسْلُوْبِهِ المُمَيَّزِ الخَاصِّ, الَّذِيْ يُحَاكِيْ فِيْ بَعْضِهِ أُسْلُوْبَ الشَّاعِرِ الرَّاحِلِ نِزَارْ قَبَّانِيْ وَنَسَقَ الشَّاعِرْ سَعِيْدْ عَقِلْ, ذَلِكَ الأُسْلُوْبْ الَّذِيْ يَنْقُلُ فِيْهِ نَمَاذِجَ مِنَ اللَوْحَاتِ وَالمَشْهَدِيَّاتِ الجَمِيْلَةِ, الَّتِيْ تَعْكِسُ رُؤَاهُ الخَاصَّةُ فِيْ وَمَضَاتٍ شَفِيْفَةٍ مِنَ البَوْحِ الغَزَلِيِّ لأُنْثَىْ أَحْلاَمِهِ, الَّتِيْ تُلْهِمُهُ نَمْنَمَةَ خَوَاطِرِهِ فِيْ نَثَائِرَ شَاعِرِيَّةٍ حَانِيَةٍ...   

وَرُغْمَ مَا يَتَلَمَّسُ خَالِدْ أَحْمَدْ الحَاجّْ وَيَتَرَاءَىْ لَهُ مِنْ حَالاَتِ الوَاقِعِ الأَلِيْمِ وَالمَرِيْرِ, المُنْعَكِسِ مِنْ تَجَارُبِ حَيَاتِهِ الإِجْتِمَاعِيَّةِ الخَاصَّةِ, وَتَجَارُبِ حَيَاةِ الآخَرِيْنَ مِنْ حَوْلِهِ فِيْ ظِلِّ عَصْرَنَةِ حَضَارَةِ العَوْلَمَةِ, الَّتِيْ تُمْعِنُ فِيْ التَّعَامِيْ المَقْصُوْدِ عَنْ أَدْنَىْ الحُقُوْقِ المَشْرُوْعَةِ لِلإِنْسَانِ... إِلاَّ أَنَّهُ يَعْتَكِفُ فِيْ صَوْمَعَتِهِ الفِكْرِيَّةِ, يُحَاكِيْ عَوَالِمَ المَعْرِفَةِ وَالثَّقَافَةِ, يَسْتَجْلِيْ بَوَاطِنَ الوَعْيِ البَاطِنِيِّ فِيْ عَرَفَانِهِ الذَّاتِيِّ, يَسْتَمْطِرُ الأَفْكَارَ مِنَ البُعْدِ الخَيَالِيِّ التَّخَاطُرِيِّ, يُدَوِّنُ الكَلِمَاتَ فِيْ إِنْهِمضارِ البَوْحِ الآخَرَ, المَنْسَابُ مِنَ البُعْدِ الإِنْسَانِيِّ, يَرْسُمُ التَّشْكِيْلَ الحُرُوْفِيَّ فِيْ لَوْحَاتٍ فَنِّيَّةٍ إِنْطِبَاعَيَّةٍ أَوْ تَجْرِيْدِيَّةٍ أَوْ سُرْيَالِيَّةٍ, كَمَا يَرَاهَا مِنْ مَنْظُوْرِهِ الفِكْرِيِّ, يَغُوْصُ فِيْ مَتَاهَاتِهَا مُسْتَجْلِيًا كُلَّ مَعَالِمَهَا, فَيَنْسُجُ الكَلِمَاتَ الغَزَلِبَّةَ لِلْجَمَالِ فِيْ بَدَائِعِ صُنْعِ كَيْنُوْنَةِ المَرْأَةِ, الَّتِيْ تَرْفُلُ أَمَامَ بَصِيْرَتِهِ وَتَخْطُرُ لإِلْهَامَاتِهِ, مُحْتَفِظًا بِوَفضائِهِ وَإِخْلاَصِهِ فِيْ الحُبِّ وَالعِشْقِ لِلْحَيَاةِ...

يَكْتُبُ خَالِدْ أَحْمَدْ الحَاجّْ, الخَوَاطِرِ النَّثَائِرِيَّةِ الشَّاعِرِيَّةِ الجَمِيْلَةِ, ذَاتِ الوَقْعِ المُوْسِيْقِيِّ الآسِرِ فِيْ قَوَالِبَ نَثْرِيَّةٍ جَمِيْلَةٍ, بِأَلْوَانٍ أَدَبِيَّةٍ لَهَا طَابِعَهَا المُمَيَّزِ, بِحَيْثْ يَرْسُمُ لَوْحَاتَهُ النَّثْرِيَّةِ بِتَعْبِيْرَاتٍ خَاصَّةٍ, تُؤَكِّدُ شَخْصِيَّتُهُ الفِكْرِيَّةِ المُمَيَّزَةِ, تَجْسِيْدًا لِرُؤَاهُ المُسْتَقْبَلِيَّةِ, يُنَمْنِمُ قَنَاعَاتُهُ الحَيَاتِيَّةُ ةِفْقَ مَفَاهِيْمَ صَاقِيَةٍ وَشَفِيْفَةٍ... الَّتِيْ تَبْرُزُ فِيْ بَعْضِ النَّمَاذِجِ المُخْتَارَةِ مِنْ كِتَابَاتِهِ الغَزَلِيَّةِ, الَّتِيْ يُدَوِّنَهَا بِمَدَادِ يَرَاعِهِ فَوْقَ الوَرَقِ, مُحْتَفِظًا بِهَا فِيْ مَكْتَبَتِهِ لِيَوْمٍ قَرِيْبٍ مُلاَئِمٍ لِلْنَّشْرِ...

إِسْتَطَعْنَا فِيْ لِقَاءٍ خَاصٍّ مَعْ خَالِدْ أَحْمَدْ الحَاجّْ, أَنْ نَحْصَلَ عَلَىْ البَعْضِ مِنْ نَماذِجِ كِتَابَاتِهِ الغَزَلِيَّةِ, الَّتِيْ تَعْكِسُ صُوْرَةً جَلِيَّةً لِمَسَاراتِهِ فِيْ رُؤَاهُ الفِكْرِيَّةِ, الَّتِيْ يُؤَكِّدُ عَلَيْهَا فِيْ جَرْأَةِ بَوْحِهِ الوِجْدَانِيِّ... تِلْكَ الخَوَاطِرُ الَّتِيْ تَنْتَظِرُ كَشْفَ النِّقَابِ عَنْهَا فِيْ رِحْلَةٍ تَقْيِيْمِيَّةٍ مُطَوَّلَةٍ, يَغُوْصُ النَّاقِدُ فِيْهَا إِلَىْ أَبْعَدِ مِنْ أَشْكَالِ الحُرُوْفِ والكَلِمَاتِ, لِيَتَبَيَّنَ العُمْقَ الإِنْسَانِيَّ الَّذِيْ ذَهَبَ إِلَيْهِ خَالِدْ أَحْمَدْ الحَاجّْ فِيْ عَدَدٍ مِنْ نُصُوْصِهِ المُوَجَّهَةِ, لِقِيَامَةِ المُجْتَمَعِ الإِنْسَانِيِّ الحَضَارِيِّ, يَتَعَمْلَقُ عَلَىْ أُسُسٍ مَتِيْنَةٍ مِنَ المَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ لِقِيَامَةِ قَدَاسَةِ الحُبِّ وَطَهَارَةِ العِشْقِ...

إِنَّهُ خَالِدْ أَحْمَدْ الحَاجّْ, الكَاتِبُ المَغْمُوْرُ فِيْ هَذَا المُجْتَمَعِ, الَّذِيْ يَعِيْشُ فِيْ الظِّلِّ, بِإِنْتِظَارِ رَفْعِ النِّقَابِ عَنْ نِتَاجَاتِهِ وَتَجَارُبِهِ فِيْ الكِتَابَاتِ الدَّافِئَةِ الحَانِيَةِ, الَّتِيْ أَتْحَفَنِيْ بِالكَثِيْرِ مِنْهَا خِلاَلَ زِيَارَتِيْ الخَاصَّةِ لَهُ, حَيْثُ إِكْتَشَفْتُ فِيْ شَخْصِيَّتِهِ حَرَكَةَ فِعْلِ الخَلْقِ وَالإِبْدَاعِ وَالتَّمْيِيْزِ, تَتَجَلَّىْ بِحَالاَتٍ لاَفِتَةٍ تَشْهَدُ لَهُ بِأُسْلُوْبٍ فَذٍّ, يَنْسُجُ فِيْ أَسْرَارِهِ الصُّوَرَ الجَمَالِيَّةَ فِيْ نَثَائِرَ شَاعِرِيَّةٍ, يَسْعَىْ جَاهِدًا فِيْ تِنْقِيْحِهَا وَتَنْسِيْقِهَا وَتَحْضِيْرِهَا, لِيُصْدِرَهَا فِيْ مَجْمُوْعَةٍ خَاصَّةٍ سَوْفَ يَتِمُّ نَشْرَهَا قَرِيْبًا...

هِيَ نَفْحُ الأَنْسَامِ اللَطِيْفَةِ يَضُوْعُ بِهَا وِجْدَانُ خَالِدْ أَحْمَدْ الحَاجّْ, تَتَهَادَىْ مُتَمَاوِجَةً عَلَىْ صَهَوَاتِ الوَمَضِ الطَّيْفِيِّ, تُدَغْدِغُ سَيَّالاَتَ الرُّوْحِ الأَثِيْرِيَّةِ, فَتَنْتَعِشُ النَّفْسُ فِيْ إِطْمِئْنَانِهَا وَيَرْتَعِشُ الفِكْرُ فِيْ ثَنَايَا العَقْلِ, لِيَتَفَتَّقَ قَلْبَنَةً فِيْ جَرْأَةِ البَوْحِ, يَسْكُبُ مِنْ بَعْضِ تَفَكُّرِهِ, مَا يَجُوْلُ فِيْ الوِجْدَانِ مِنْ خَوَاطِرَ حَانِيَةٍ, يَأْتِيْ بِهَا الخَيَالُ مِنَ الإِمْتِدَادَتِ, لِتُنْسَجَ فِيْ مَحَارِفَ مُتَحَابِبَةً, تَتَعَاشَقُ فِيْهَا الكَلِمَاتُ, لِيُنَمْنَمَ النَّصُّ فِيْ تَشْكِيْلاَتٍ مِنْ فُنُوْنِ الأَدَبِ نَثْرًا أَوْ شِعْرًا فِيْ نَثَائِرَ أَوْ قَصَائِدَ, تَتَمَاهَىْ فِيْ تَوْصِيْفِ مَا يَعْتَلِجُ فِيْ كَيْنُوْنَةِ خَالِدْ أَحْمَدْ الحَاجّْ, فَتَنْكَشِفُ الأَسْرَارُ فِيْ تَجِلِّيَاتٍ مِنَ الغَزَلِ, يَكْرُزُ بِهَا خَالِدْ أَحْمَدْ الحَاجّْ, حَرَكَةَ فِعْلِ إِبْدَاعٍ وخَلْقٍ فِيْ مَعَالِمِ الوَمَضَاتِ تَتَجَسَّدُ فِيْ تَشْكشيْلاَتٍ مِنْ جَرْأَةْ البَوْحِ فِيْ هَمَسَاتٍ مِنَ الغَزَلِ لأُنْثَاهُ الَّتِيْ جَعَلَ الله بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ قَبَسًا مِنَ المَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ, يُتَرْجِمَهَا خَالِدْ أَحْمَدْ الحَاجّْ بِجَرْأَةِ بَوْحِهِ فِيْ غَزَلِيَّاتِهِ لِلْحُبِّ وَالعِشْقش وَمَحْبُوْبَتِهِ...

وَمِنْ كِتَابَاتْ خَالِدْ أَحْمَدْ الحَاجّْ, إِخْتِرْنَا هَذَا النَّصِّ كَنَمُوْذَجٍ يَدُلُّ عَلَىْ نَسَقِ كِتَابَاتِهِ...

أَحْبَبْتُكِ

أَحْبَبْتُكِ مِنْ قَبْلْ

وَمِنْ بَعْدْ أَحْبَبْتُكِ...

أَحْبَبْتُكِ

مُنْذُ زَمَنٍ بِعِيْدْ

قَبْلَ الشُّرُوْقِ وَالمَغِيْبْ

قَبْلَ طُلُوْعِ الفَجْرِ

وَصِيَاحَ الدِّيْكِ

أَحْبَبْتُكِ بِكُلِّ الأَلْوَانْ

بِكُلِّ اللَوْحَاتِ وَاللُغَاتِ

بِكُلِّ حُرُوْفِ الأَبْجَدِيَّةِ

بَيْنَ صَفَحَاتِ التَّارِيْخِ القَدِيْمِ وَالجَدِيْدِ

أَحْبَبْتُكِ

وَ بَيْنَ أَشْجَارِ الزَّيْتُوْنِ وَالرُّمَّانِ

وَشَقَائِقِ النُّعْمَانِ

رَسَمْتُ شِفَاهًا

أَجْمَلَ مِنَ اليَاسَمِيْنَ وَالرَّيْحَانْ

أَحْبَبْتُكِ حَتَّىْ الثَّمَالَةْ

حَتَّىْ الضَّيَاعْ

وَسَابَقْتُ النَّحْلَ وَالوَرْدَ

لأَنْعَمَ بِعَسَلِ شَفَتَيْكِ

مِنْ قَبْلٍ

وِمِنْ بَعْدْ

أَحْبَبْتُكِ... أَحْبَبْتُكِ...

الثلاثاء، 27 مايو 2014


أَعْلاَمُ مِنَ الشِّعْرِ الشَّعْبِيِّ البِقَاعِيْ

دِرَاسَةٌ أَوَّلِيَّةٌ فِيْ سَبِيْلِ مَوْسُوْعَةٍ تَوْثِيْقِيَّةٍ شَامِلَةٍ لأَعْلاَمِ الشِّعْرِ الشَّعْبِيِّ فِيْ البِقَاعِ اللُبْنَانِيْ...

 

بِقَلَمْ: حُسَيْنْ أَحْمَدْ سَلِيْمْ (آلْ الحَاجّْ يُوْنِسْ)

 

تَزْخَرُ بَلْدَاتْ وَقُرَىْ مُحَافَظَةِ البِقَاعِ اللُبْنَانِيِّ, بِالكَثِيْرِ مِنَ الأَعْلاَمِ المُبْدِعِيْنَ فِيْ إِرْتِجَالِ وَقَوْلِ الشِّعْرِ الشَّعْبِيِّ وَالمَحْكِيِّ... وَقَلَّ مَا يَخْلُوَ بَيْتٌ مِنْ نَاطِقٍ أَوْ نَاطِقَةٍ بِالشِّعْرِ وَفُنُوْنِهِ, وَخَاصَّةً النِّسَاءُ الأُمَّهَأتُ المُنْشِدَاتُ لأَطْفَالِهِنَّ "حَادِيَ العِيْسِ" وَغَيْرِهَا, وَالمُزَغْرِدَاتُ فِيْ الأَفْرَاحِ, المُرْتَجِلاَتُ لِلْمِيْجَانَا وَالعَاتَابَا, وَالنَّادِبَاتُ عَنْ ظَهْرِ القَلْبِ فِيْ المَآتِمِ... وَالرِّجَالُ أَكْثَرُ خَلْقًا وَإِبْدَاعًا فِيْ إِرْتِجَالِ الشِّعْرِ وَقَوْلِهِ وَالحِدَاءَ بِهِ, وَخَاصَّةً أُوْلَئِكَ الَّذِيْنَ يَعْمَلُوْنَ فِيْ فِلاَحَةِ وَزِرِاعَةِ الأَرْضِ, وَرِعَايَةِ المَوَاشِيْ, وَالَّذِيْنَ يَتَسَامَرُوْنَ فِيْ السَّهَرَاتِ الشِّتَائِيَّةِ قُرْبَ المَوَاقِدِ الدَّافِئَةِ, وَيَمْضُوْنَ السَّهَرَاتَ الصَّيْفِيَّةِ عَلَىْ سُطُوْحِ المَنَازِلِ وَفِيْ السَّاحَاتِ بِالقُرَىْ...

وَمِنْهُمْ مَنْ سَاعَدَتْهُ الظُّرُوْفُ وَسَطَعَ نَجْمُهُ, بِحَيْثْ لَمْ تَزِدْ فِيْهِ إِلاَّ إِزْدِيَادًا فِيْ العَطَاءِ, وَشُيُوْعِ إِسْمِهِ فِيْ فَضَاءَاتِ وَعَالَمِ الشِّعْرِ المَحْكِيِّ... وَمِنْهُمْ مَنْ بِقيَ فِيْ الظِّلِّ بَعِيْدًا عَنِ الأَضْوَاءِ, دُوْنَ أَنْ تَنْتَقِصَ مِنْهُمْ ظُرُوْفَهُمْ شَيْئًا مِنَ الخَلْقِ وَالإِبْدَاعِ فِيْ قَوْلِ الشِّعْرِ الشَّعْبِيِّ وَإِرْتِجَالَهِ...

وَمِنْهُمْ إِخْتِرْنَا البَعْضَ كَنَمُوْذَجَ لِلإِسْتِدْلاَلِ...

 

إِبْرَاهِيْمْ عَبْدِ السَّاتِرْ

مِنْ مَوَالِيْدِ بَلْدَةِ إِيْعَاتَ الوَاقِعَةِ إِلَىْ الغَرْبِ مِنْ مَدِيْنَةِ بَعْلَبَكَّ, سَكَنَ بَلْدَةَ دُوْرِسْ ثُمَّ إِسْتَقَرَّ فِيْ بَلْدَةِ مَجْدَلُوْنَ إِلَىْ الجَنُوْبِ مِنْ مَدِيْنَةِ بَعْلَبَكَّ... تَفَتَّقَتْ قَرِيْحَتُهُ عَنْ قَصَائِدَ فِيْ التَّأَمُّلِ وَالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ, وَجَمِيْعُهَا بَدَوِيَّةُ الطَّابِعِ وَأللَهْجَةِ...

وَمِنْ أَشْعَارِهِ المُخْتَارَةْ...

وَنَيْتْ مِنْ بُعْدِ النَّوَىْ, مِنْ وَاهِجْ وِفْرَاقْ  /  مَلْدُوْغْ كِبْدِيْ وْسَبَّاحْ الحَشَا مَأْلُوْمْ

قَالُوْا الطَّبِيْبْ يْدَاوِيْ عِلِّةِ المِنْضَاقْ        /  وِشْ يِنْفَعْ الطِّبْ لَوْ كَانْ الأَجَلْ مَحْتُوْمْ

 

أَحْمَدْ خَلِيْلْ: مِنْ مَوَالِيْدِ بَلْدَةِ جَبُّوْلَةَ شِمَالِ بَعْلَبَكَّ وَغَرْبِ بَلْدَةِ العَيْنِ, بَدَأَ حَيَاتَهُ الفَنِّيَّةَ فِيْ أَوَاسِطِ السِّتِّيْنَاتِ, كَشَاعِرٍ وَمُطْرِبٍ وَعَازِفٍ عَلَىْ الرَّبَابِ, بَرَعَ فِيْ قَوْلِ العَتَابَا وَالقَصِيْدِ, وَشَارَكَ فِيْ العَدِيْدِ مِنْ الشُّعَرَاءِ وَالفَنَّانِيْنَ...

وَمِنْ أَشْعَارِهِ المُخْتَارَةْ...

بَعِدْ مَا وِلْفِيْ وُرُوْديْ شَمّْ عَدَانِيْ   /   مَوْ عَنِّيْ فَوْقْ نَارُوْ شَمِعْ دَانِيْ

طْفَالِيْ بْقَلِبْ بَيْتِيْ شَمْعَدَانِيْ  /  لَبَّسْ جُدْرَانْهَا الحَالِكْ ضَبَابْ

 

أَسْعَدْ المُوْسَوِيْ: مِنْ مَوَالِيْدِ بَلْدَةِ قَرْحَا البِقَاعِيَّةِ, قَضَاءِ بَعْلَبَكَّ, سَكَنَ بَلْدَةِ شُمُسْطَارَ غَرْبِيْ بَعْلَبَكَّ, وَأَحْيَا مَعْ بَعْضِ شُعَرَائِهَا الحَفَلاَتَ الفَنِّيَّةَ, ثُمَّ إَنْتَقَلَ إِلَىْ بَيْرُوْتَ وَسَكَنَ فِيْ بُرْجِ البَرَاجِنَةْ, وَمِنْهَا إِلَىْ القُبَيَّاتِ, ثُمَّ عَادَا لِيَسْتَقِرَّ فِيْ تَحْوِيْطَةِ الغَدِيْرِ شِمَالِ مَطَارِ بَيْرُوْتْ الدُّوَليِِّ...

هُوَ شَاعِرٌ وَفَنَّانٌ, مُتَعَدِّدِ المَوَاهِبِ, لَقَبَهُ الفَنِّيْ "أَبُوْ حَرْبَا" إِشْتُهِرَ بِدَقَّةِ المُهْبَاجِ وَبِغِنَاءِ القَصَائِدِ وَالحَكَايَا المُسْتَوْحَاةْ مِنَ الوَقَائِعِ العَرَبِيَّةِ الرِّيْفِيَّةِ القَدِيْمَةِ...

وَمِنْ أَشْعَارِهِ المُخْتَارَةْ...

عَلَيّْ بِالنَّوَىْ العُزَّالْ يَدْعُوْنْ   /  وِجْرُوْحَاتْ القَسَا بِالقَلِبْ يُدْعُوْنْ

إِبْعَتُوْ لِيْ يَا حْبَابِ القَلِبْ يُدْعُوْنْ  /  تَا قُوْلْ تْذَكَّرُوْا عَهْدِيْ الحْبَابْ

 

إِلْيَاسْ النَّجَّارْ: هُوَ إِلْيَاسْ حَنَّا الفَخْرِيْ مِنْ مَوَالِيْدِ بَلْدَةِ بْشَرِّيْ, عُرِفَ بِـ إِلْيَاسْ النَجَّارْ, نِسْبَةً لِمِهْنَةِ وَالِدِهِ... كَتَبَ الشِّعْرَ خَلِيْطًا بَيْنَ العَامِّيَّةِ وَالفُصْحَىْ, مَالَ إِلَىْ العَامِّيَّةِ وَفُنُوْنِهَا الشِّعْرِيَّةَ الَّتِيْ تَمَرَّسَ بِهَا... سَكَنَ بَلْدَةَ دَيْرِ الأَحْمَرْ, وَشَارَكَ فِيْ غَالِبِيَّةِ المُنَاسَبَاتِ مِنْ أَعْرَاسٍ وَحَفَلاَتٍ وَمَآتِمَ, إِضاَفَةً لِمُجَالَسَةِ الشُّعَرَاءَ, يَحْمِلُ نَفْسًا قَلِقَةً, وَنُزُوْعًا إِلَىْ التَّأَمُّلِ, وَفَهْمٍ عَمِيْقٍ لِمَعْنَىْ الحَيَاةِ وَأَبْعَادِهَا...

وَمِنْ أَشْعَارِهِ المُخْتَارَةْ...

مَرَاهِفْ لَحْظَكْ الحَدْبَاءْ تِبْرِيْ   /  العِظَامْ, وْلَمِسْتَكْ لِلْجُرِحْ تِبْرِيْ

أَنَامِلْ حَوْلُوْنْ التِّبِنْ تِبْرِيْ       /   وَمَرَاشِفْ حَوَّلُوْ العَلْقَمْ شَرَابْ

 

بُطْرُسْ يَاغِيْ: مِنْ مَوَالِيْدِ بَلْدَةِ الحَدَثِ, غَرْبِيْ بَعْلَبَكَّ, البَلْدَةْ العَرِيْقَةْ الَّتِيْ أَنْجَبَتْ الكَثِيْرَ مِنَ الأُدَبَاءَ وَالشُّعَرَاءَ وَالفَنَّأنِيْنَ... أَمْثَالَ: بُطْرُسْ يَاغِيْ وَ مُحَمَّدْ عَلِيْ حَسَنْ يُوْنِسْ وَ حُسَيْنْ جَوَّادْ يُوْنِسْ وَ حُسَيْنْ عَلِيْ حَسَنْ يُوْنِسْ وَ شِحَادَةْ عَلِيْ حَسَنْ يُوْنِسْ وَ آخَرُوْنْ...

بُطْرُسْ يَاغِيْ, هُوَ شَاعِرْ التَّجْدِيْدِ وَالشَّفَافِيَّةِ وَالحَنِيْنَ, قَصَائِدُهُ هَادِئَةً رَقْرَاقَةً, وَمَوَاضِيْعَهُ مُتُنَوِّعَةً... أَقَامَ العَدِيْدَ مِنَ الحَفَلاَتِ المُشْتَرَكَةِ, عَمِلَ فِيْ التَّدْرِيْسِ الرَّسْمِيِّ, ثُمَّ فِيْ التِّجَارَةِ الحُرَّةِ, وَسَكَنَ بَلْدَةِ جْدَيْدَةِ الفَاكِهَةِ شِمَالِ بَعْلَبَكَّ...

وَمِنْ أَشْعَارِهِ المُخْتَارَةْ...

بِلاَدِيْ خَبّْرِيْ وْذِيْعِيْ وْ شِيْعِيْ   /   المْحَبِّةْ, وْإِنْحَرِيْ البُغْضَا وْشِيْعِيْ

سُنَّا, دْرُوْزْ, نُصْرَانِيْ وْ شِيْعِيْ   /   إِخْوِةْ, وَفَخِرْنَا إِنَّا عَرَبْ

 

تَوْفِيْقْ سَلِيْمْ فَارِسْ شَمْعُوْنْ: مِنْ مَوَالِيْدِ بَلْدَةِ سَرْعِيْنَ الفَوْقَا, إِحْدَىْ بَلْدَاتِ قَضَاءِ بَعْلَبَكَّ, تَقَعْ جَنُوْبِهَا وَسَرْقِيْ شِمَالْ مَدِيْنَةِ زَحْلَةَ... شَاعِرْ وَرَسَّامْ وَعَازِفْ عَلَىْ أَكْثَرِ مِنْ آلَةٍ مُوْسِيْقِيَّةٍ, العُوْدْ وَالقَصَبْ وَالرَّبَابْ وَالطَّبْلَةْ وَالدَّفّْ وَالصُّنُوْجْ وَالطَّبْلْ وَالمِهْبَاجْ... لَهُ عِدَّةَ كُتُبٍ مَطْبُوْعَةٍ وَلَهُ تَارِيْخْ وَشَجَرَةَ نَسَبِ بَنِيْ شَمْعُوْنْ...

وَمِنْ أَشْعَارِهِ المُخْتَارَةْ...

حْبَابِيْ حَمَّلُوْا قَلْبِيْ بَلاَهُمْ   /   وْعِشِتْ عِيْشِةْ بُؤِسْ مُرَّةْ بَلاَهُمْ

نَعَمْ مَا فِيْ حَدَا عَايِشْ بَلاَهُمْ  /  لَكِنْ هَمِّيْ إِنْحَكَمْ عَالصَّخِرْ دَابْ

 

حَسَنْ الحُجَيْرِيْ: مِنْ بَلْدَةِ عُرْسَالْ, قَضَاءْ بَعْلَبَكّْ, تَقَعْ إِلَىْ الشَّرْقِ مِنْ بَلْدَةِ اللَبْوَةْ... يُعَتَبَرْ مِنَ الرَّعِيْلِ الَّذِيْ أَرْسَىْ فَنّْ العَتَابَا وَتَطْوِيْرَهُ فِيْ البِقَاعْ, لَهُ مُحَاوَارَاتَ عَدِيْدَةَ مَعْ شُعَرَاءِ جِيْلِهِ... وَمُفْرَدَاتَ شِعْرِهِ ذَاتَ طَابِعٍ رَعَوْيٍّ, مَصْحُوْبَةً بِتَأَمُّلٍ عَمِيْقٍ, وَخِبْرَةٍ شَامِلَةٍ فِيْ مُعْتَرَكَاتِ الحَيَاةِ...

وَمِنْ أَشْعَارِهِ المُخْتَارَةْ...

الحَمْدِ لله عِشِتْ وْ كَلِتْ عِنَابْ  /  وْصِرِتْ إِزْحَنْ مْرِارْ التِّفِلْ عَنَّابْ

شَرِطْ بَيْنِيْ وَبَيِنْ الوِلِفْ عَنَّابْ   /  بْلَطَافِةْ وْلاَ حَدَا يْهَاوِشْ حَدَا

 

حَسَنْ الحِلاَّنِيْ: مِنْ مَوَالِيْدِ بَلْدَةِ حَرْبَتَا, قَضَاءْ بَعْلَبَكَّ, سَكَنَ وَوَالِدَتِهِ بَلْدَةَ النَّبِيْ شِيْتْ البِقَاعِيَّةِ, ثُمَّ إِنْتَقَلَ إِلَىْ الشَّيَّأحِ عِنْدَ أَطْرَافِ مَدِيْنَةِ بَيْرُوْتَ الجَنُوْبِيَّةِ لِيَسْتَقِرَّ فِيْهَا طِيْلَةَ حَيَاتِهِ... إِشْتَغَلَ فِيْ التِّجَارَةِ العَامَّةِ بَعْدَ تَقَاعُدِهِ مِنْ سِلْكِ الجَيْشِ اللُبْنَانِيْ... عُرِفَ بِغَزَلِيَّاتِهِ, وَسُرْعَةَ بَدِيْهَتِهِ, وَطَرَافَةِ مَعْشَرِهِ, حَمَلَ لَقَبْ "عَنْدَلِيْبَ المَرْجِ", نَشَرَ بَعْضَ قَصَائِدِهِ فِيْ مَجَلَّةِ الجُنْدِيْ وَ بِنْتِ لُبْنَانْ, وَأَحْيَا العَدِيْدَ مِنَ الحَفَلاَتْ...

وَمِنْ أَشْعَارِهِ المُخْتَارَةْ...

دَمْعِيْ فَضَحْنِيْ وْصِرِتْ هَيْكَلْ مِنِ عْظَامْ  /  عْرُوْقِيْ بِجِسْمِيْ مْقَطَّعَةْ وِمْسَوْسِيْ

وِبْكِيْتْ حَتَّىْ بِدَمْعِيْ الأُسْطُوْلْ عَامْ  /  وْشِعْلِتْ قَلْبِيْ بْنَارْ حَمْرَا مْقَدَّسِيْ

 

حَسَنْ سَلْمَانْ: مِنْ مَوَالِيْدِ بَلْدَةِ شُمُسْطَارْ, الوَاقِعَةِ غَرْبِيْ مَدِيْنَةِ بَعْلَبَكَّ, لَعِبَ دَوْرًا مُهِمًّا فِيْ حَرَكَةِ إِسْتِنْهَاضِ الشِّعْرِ الشَّعْبِيْ فِيْ لُبْنَانْ وَفِيْ البِقَاعْ... أَصْدَرَ مَجَلَّةْ "بِنِتْ لُبْنَانْ" لِمُدَّةِ عَامَيْنْ... تَمَيَّزَ بِشَفَافِيَّةٍ فَائِقَةٍ, وَمَقْدِرَةٍ عَلَىْ الإِرْتِجَالِ فِيْ القَوْلِ الشِّعْرِيِّ, وَكَانَ حَادَّ الذَّكَاءَ, مُتُوَهِّجَ الفِكْرِ...

وَمِنْ أَشْعَارِهِ المُخْتَارَةْ...

لُبْنَانْ فِيْكْ الهَنَا لِلْقَاصْدَكْ يِصْطَافْ  /  يِكْفِيْ الجَمَالْ الطَّبِيْعِيْ فِيْكْ إِبْدَاعِيْ

وْصَاحِبْ الحَظّْ الَّذِيْ جَالْ بْحِمَاكْ وْطَافْ  /  تْرَقِّصْ فُؤَادُوْ طَرَبْ نَغْمَاتْ مِذْيَاعِيْ

 

حُسَيْنْ قَنْبَرْ: مِنْ مَوَالِيْدِ بَلْدَةِ الكَرَكِ, قَضَاءْ زَحْلَةْ, أَمْضَىْ حَيَاتَهُ فِيْهَا, حَيْثُ كَانَ يَعْمَلُ فِيْ سِكَّةِ حَدِيْدِ رِيَّاقْ... كَانَ مُوْلَعًا بِالعَتَابَا وَالقَصِيْدْ, وَأَحْيَا العَدِيْدَ مِنَ الحَفَلاَتِ الخَاصَّةِمَعْ شُعَرَأءَ مِنْ مَشَاهِيْرَ الشِّعْرِ الشَّعْبِيِّ فِيْ رُبُوْعِ البِقَاعِ...

وَمِنْ أَشْعَارِهِ المُخْتَارَةْ...

طَاهَا المُصْطَفَىْ مَدِيْنَةْ عَلَمْهَايْ  /  الفَتَىْ الكَرَّارْ بَيْرَقْهَا عَلَمْهَايْ

أَتَىْ لأُمْتُوْ حَتَّىْ عَلَمْهَايْ  /  وْكُلّْ طَارِقْ يِجِيْ يِقْرَعِ البَابْ

كَلِمَاتْ إِبْتِكَارِيَّةُ الإِشْتِقَاقْ

دِرَاسَةٌ أَوَّلِيَّةٌ فِيْ سَبِيْلِ مَوْسُوْعَةٍ تَوْثِيْقِيَّةٍ شَامِلَةٍ لِكَلِمَاتٍ إِبْتِكَارِيَّةِ الإِشْتِقَاقِ, عَمِلْتُ وَأَعْمَلُ وَسَأَعْمَلُ لإِسْتِكْمَالِ بَلْوَرَتِهَا ...

 

بِقَلَمْ: حُسَيْنْ أَحْمَدْ سَلِيْمْ (آلْ الحَاجّْ يُوْنِسْ)

 

مُنْذُ عَقَدْتُ قِرَانِيَ القَدَرِيِّ عَلَىْ حَرَكَةِ فِعْلِ فُنُوْنِ الكِتَابَةِ نَثْرًا وَشِعْرًا, بَدَأَتْ تُرَاوْدُ وِجْدَانِيْ لُعْبَةُ الخَلْقِ وَالإِبْتِكَارِ, وَالإِبْدَاعِ فِيْ إِسْتِنْبَاطِ العَدِيْدِ مِنَ الكَلِمَاتِ, وَالإِجْتِهَادِ فِيْ إِبْتِكَارِهَا مِنْ إِشْتِقَاقَاتِ أُصُوْلِهَا, وَإِسْتِخْدَامَهَا فِيْ سِيَاقِ مَكَانِهَا وَزَمَانِهَا, تَمْيِيْزًا فِيْ كِتَابَاتِيْ لِلْخَوَاطِرِ وَالنُّصُوْصِ وَالمَقَالاَتِ...

وَدَأَبْتُ زَمَنًا أَبْحَثُ فِيْ بُطُوْنِ القَوَامِيْسِ وَالمَعَاجِمِ وَالدَّلاَئِلِ وَمَعَانِيَ الكَلِمَاتِ, وَتَصَفُّحِ كُتُبِ الفِقْهِ فِيْ اللُغَةِ العَرَبِيَّةِ... هَادِفًا لِلْظَّفَرِ بِشُرُوْحَاتٍ وَافِيَةٍ, لِكَلِمَاتِيْ الَّتِيْ إِبْتَكَرْتُهَا مِنْ جُذُوْرِ أُصُوْلِهَا وَالَّتِيْ عَايَشْتُهَا فِيْ مَخَاضِهَا وَعَايَشَتْنِيْ فِيْ إِسْتِعْمَالِهَا وَإِسْتِخْدَامِهَا... وَلَكِنْ بَاءَتْ كُلَّ مُحَاوَلاَتِيْ بِالنَّتَائِجِ القَاصِرَةِ, وَلَمْ يَتَحَقَّقَ لِيْ مَا صَبَوْتُ إِلَيْهِ فِيْ وُلُوْجِيْ مَسَارَاتِ البَحْثِ عَمَّا رَنَوْتُ إِلَيْهِ فِيْ الكَشْفِ عَنْ وُجُوْدِيَّةِ كَلِمَاتِيْ...

كَلِمَاتِيْ المُفْرَدَةُ الَّتِيْ حَالَفَنِيْ جُهْدِيْ الفِكْرِيِّ وَالعَرَفَانِيِّ وَوَعْيِيْ الثَّقَافِيِّ لإِبْتِكَارِهَا مِنْ إِشْتِقَاقَاتِ أُصُوْلِهَا, غَدَتْ تَسِمُنِيْ بِهَوِيَّتِهَا وَتُدَثِّرُنِيْ بِأَوْشِحَتِهَا, وَتُشِيْرُ لِيْ أَيْنَمَا وُجِدَتْ فِيْ سِيَاقَاتِهَا النَّثْرِيَّةِ وَالشِّعْرِيَّةِ... وَهِيَ غَدَتْ مِنْ مَعْشُوْقَاتِيْ وَمَحْبُوْبَاتِيْ, اللَوَاتِيْ شَغَلْنَنِيْ هِيَامًا مُجَنَّحًا فِيْ الحُبِّ لَهَا وَالعِشْقِ بِهَا, مُتَرْجِمًا مَوَدَّةَ الله وَرَحْمَتُهُ لِيْ فِيْ كَثَافَةِ إِسْتِخْدَامَاتِهَا فِيْ كُلِّ خَاطِرَةٍ وَنَثِيْرِةٍ وَقَصِيْدَةٍ وَنَصٍّ مِنَ النُّصُوْصِ...

وِمْنْ هَذِهِ الكَلِمَاتِ الَّتِيْ قَيَّدْتَهَا فِيْ سَلاَسِلِ إِجْتِهَادَاتِيْ, وَإِبْتَكَرْتَهَا مِنْ أُصُوْلِهَا, أَذْكُرُ البَعْضَ مِنْهَا عَلَىْ سَبِيْلِ المَثَلِ لاَ الحَصْرِ, وَالَّتِيْ فِيْ مَجْمُوْعِهَا سَيَتِمُ نَشْرَهَا بَعْدَ أَنْ جَمَعْتَهَا فِيْ كِتَابٍ فِقَهِيٍّ خَاصٍّ بِهَا...

الوَضْحَاءْ: وَتَعْنِيْ حَالَةَ الوُضُوْحِ وَالصَّفَاءِ فِيْ الشَّيْءِ.

القَلْبَنَةْ: الشُّعُوْرُ بِالرِّقَّةِ.

العَقْلَنَةْ: التَّفَكُّرُ بِحِكْمَةْ.

المُتَبَغْثِرْ: الأَحْمَقْ.

الإِدْجَاءْ: وَهِيَ حَالَةْ ظُلْمَةِ اللَيْلِ الشَّدِيْدَةِ الحَالِكَةِ الدَّجُوْجِيَّةْ.

الخَنْجَرَةْ: وَهِيَ حَالَةْ الطَّعْنِ بَالخِنْجَرِ غَدْرًا.

الإِسْيَاطِ: وَهِيَ حَالَوِ الضَّرْبِ المُبْرَحِ بِالسَّوْطِ وَهُوَ الكُرْبَاجِ.

الإِصْفَاعْ: وَهِيَ حَالَةْ الضَّرْبِ بِالأَكُفِّ عَلَىْ الوَجْهِ.

الإِلْحَاءْ: وَتَعْنِيْ حَالَةْ مَنْ يَحْمِلَ لِحْيَةً طَوِيْلَةً مِنَ الشَّعْرِ فِيْ وَجْهِهِ وَذَقْنِهِ.

الإِسْتِجْمَارْ: وَتَعْنِيْ حَالَةْ الجَمَرَاتِ الَّتِيْ إِشْتَعَلَتْ وَتَأَجَّجَتْ بِالنَّارِ حَتَّىْ تَجَمَرَّتْ.

الإِسْتِبْلاَسِ: وَتَعْنِيْ التَّمَثُّلِ بِفِعْلِ الأَبَالِسَةِ مِنَ الشُّرُوْرِ.

الإِسْتِدْنَاسِ: وَتَعْنِيْ التَّلَوُّثِ النَّفْسِيِّ بِالسَّوْآتِ.

الهُوَيْدَاءْ: وَتَعْنِيْ الجَلِيَّةُ الإِشْرَاقِ, الشَّفِيْفَةُ النَّقَاءِ.

التَّنَخْرُبْ: وَتَعْنِيْ الإِصَابَةْ بِثُقُوْبٍ فِيْ الجَسَدِ.

الإِسْتِطْفَارْ: وَتَعْنِيْ الخُرُوْجُ لِلْمَدَىْ مِنْ وِحْشَةِ وَمَرَارَةِ النَّفْسِ.

الإِسْتِعْرَاجِ: وَتَعْنِيْ السَّيْرَ فِيْ الطُّرُقِ المُلْتَوِيَةِ وَغَيْرِ المُسْتَقِيْمَةِ.

التَّغَوُّلْ: وَتَعْنِيْ الضَّلاَلْ وَاإِنْحِرَافَ فِيْ الطُّرُقِ غَيْرِ السَّوِيَّةِ.

الإِسْتِكْوَافْ: وَتَعْنِيْ ضَمَّ الجَوَانِبِ وَالتَّكَوُّرِ عَلَىْ بَعْضِ الجَسَدِ.

الإِسْتِصْهَارْ: وَتَعْنِيْ الذَّوَبَانُ فِيْ الشَّيْءِ.

التَّعَصْفُرِ: وَهِيَ حَالَةْ لَوْنِيَّةْ, تَعْنِيْ الصِّبَاغَ بِاللَوْنِ الأَصْفَرِ مِنَ الخَوْفِ.

القِمَّاءْ: وَتَعْنِيْ الأَذِلاََّءْ, الَّذِيْنَ تَهُوْنُ عَلَيْهِمْ كَرَامَاتُهُمْ.

المَجْدُوْرْ: وَتَعْنِيْ المُصَابُ بِمَرَضِ الجِدْرِيِّ وَهُوَ مَرَضْ جُلْدِيْ خَطِيْرْ.

الدَّجُوْجْ: وَتَعْنِيْ الشَّدِيْدِ الظَّلاَمِ.

القَمِيْءْ: وَتَعْنِيْ الحَقِيْرَ الذَّلِيْلَ.

المَجْزُوْمْ: وَتَعْنِيْ المًَابُ بِمَرَضِ الجُزَامِ.

التَّذَنْدُقْ: وَتَعْنِيْ عَكْسَ الزَّنْدَقَةِ لِسَبَبٍ مَا, أَيّْ إِظْهَارَ الإِيْمَانِ وَإِضْمَارَ الكُفْرِ.

التَّأَقْشُرْ: وَتَعْنِيْ تَسَاقُطِ القُشُوْرِ عَنْ الجِسْمِ.

المُنَيَّرْ: وَتَعْنِيْ المُسْتَبَدُّ بِهِ ظُلْمًا وًجُوْرًا.

الإِسْتِنْدَامْ: وَتَعْنِيْ الشُّعُوْرُ بِالنَّدَمِ.

التَّجَامُحْ: وَتَعْنِيْ التَّآخُذْ بِالشَّيْءِ فِيْ ظَاهِرِهِ.

التَّجَانُحْ: وَتَعْنِيْ التَّمَأيُلْ فِيْ المَشْيِيْ.

التَّفَاسُقْ: وَتَعْنِيْ مُمَارَسَةُ الفُسْقِ.

التَّوَاعُرْ: وَتَعْنِيْ إِسْتِعْمَالُ غَرِيْبَ الكَلاَمِ الثَّقِيْلَ عَلَىْ السَّمَعِ وَاإِدْرَاكِ.

البَغْثَرَةْ: وَتَعْنِيْ الإِهْتِيَاجِ وَالإِخْتِلاَطَ وَالإِمْتِزَاجَ.

كَلِمَاتٌ هَادِفَةٌ

دِرَاسَةٌ أَوَّلِيَّةٌ فِيْ سَبِيْلِ مَوْسُوْعَةٍ تَوْثِيْقِيَّةٍ شَامِلَةٍ لِكَلِمَاتٍ حِكَمِيَّةٍ هَادِفَةٍ, تُسْتَخْدَمُ كَمَثَلٍ سَائِرٍ...

 

بِقَلَمْ: حُسَيْنْ أَحْمَدْ سَلِيْمْ (آلْ الحَاجّْ يُوْنِسْ)

 

الخَطَأَةُ مَصِيْرَهُمْ سَقَرُ المُتَأَجِّجَةُ بِخَالِدِ النِّيْرَانْ.

الدُّمُوْعُ لاَ تَطْفُرُ إِلاَّ مِنَ المَآقِيَ الذَّابِلَةَ مِنَ الحُزْنِ وَاللَوْعَةِ.

لاَ يَتَشَامَخُ إِلاَّ البَغْثَرُ الأَحْمَقْ.

لاَ يَسْتَثِيْرُ الحَمِيَّةَ القَلْبِيَّةَ إِلاَّ كُلَّ وَقِحٍ أَثِيْمْ.

أَطْوَارُ الدَّهْرِ خَؤُوْنَةٌ حَؤُوْلَةٌ.

الظَّلاَمُ الدَّامِسُ يَسُوْدُ الأَشْيَاءَ فِيْ اللَيْلِ الدَّجُوْجِيِّ.

البُؤَسَاءُ يَتَقَلَّبُوْنَ فِيْ أَحْضَانِ المَنَايَا.

الحَذَرُ مِنَ الأَفَاعِيْ الدَّاجِيَةِ بِأَنْيضابِهَا السَّامَّةِ.

التَّأْدِيْبُ الصَّارِمُ لِمَنْ مَارَسَ الإِعْوِجَاجْ.

الوُحُوْلُ لاَ تُغْرِقُ إِلاَّ الخَطَأَةْ.

عِنْدَمَا تَبْعَثُ الآلاَمُ الأَحْقَادَ, تَغْرَقُ النُّفُوْسُ فِيْ وُحُوْلِ المُسْتَنْقَعَأتْ.

الكَافِرُوْنَ بِالخَالِقِ يَلْعَنُوْنَ السَّمَاءْ.

مِنْ تَاهَ رُشْدَهُ تَخْتَلِطُ عَلَيْهِ الأُمُوْرْ.

مَنْ أَخَذَهُ الشَّطَطُ يُثَرْثِرُ بِكَلاَمٍ ثَقِيْلْ.

مَنْ إِنْحَلَّتْ عَزَائِمَهُمْ يَنْتَحِبُوْنَ بِإِنْسِحَاقٍ وَتَوَجُّعْ.

مَنْ يُمْعِنِ النَّظَرَ فِيْ وَاقِعِنَا المَأْسَاوِيْ يُصَابُ بِالسُّوَيْدَاءْ.

أَشْنَعُ المَآسِيْ تُلَطِّخُ جَبِيْنَ المُتَّهَمْ.

الخَطَأَةْ تُصِيْبَهُمْ الرُّعُوْنَةُ وَيَرْتَجِفُوْنَ مِنَ الهَلَعْ.

المُتَمَسِّكُ بِالفَضِيْلَةِ يُلْقِيْ المَوَاعِظَ وَيُؤَاسِيْ.

هَذَا زَمَنُ الإِعْتِدَاءِ وَالجَهْلِ والإِفْتِتَانِ وَالسَّرِقَةِ وَالتَّجْدِيْفِ وَالمَكْرِ وَالتَّعْنِيْفِ وَالكُفْرِ وَالزِّنَا وَالقَتْلِ وَالعِصْيَانِ وَالزَّنْدَقَةِ.

المَشْنَقَةُ السَّوْدَاءُ لأَشْقَىْ الفُجَّارِ المُجْرِمِيْنْ.

تُبًّا لِمَنْ يَمُوْتُ مِيْتَةَ الفُسَّاقِ المُجْرِمِيْنْ.

العُنْفُوَانُ مِنْ أَحْمَقِ وَأَكْبَرِ الأَعْدَاءْ.

المَعْشُوْقُ مَحَجَّةُ إِهْتِدَاءِ العَاشِقْ.

الأَحْمَقُ مَنْ تَتَجَلَّىْ لَهُ العِبَرُ وَيَتَعَامَىْ عَنْهَا.

الغَبِيُّ مَنْ حَصْحَصَ لَهُ الحَقُّ الصَّرِيْحُ وَعَنْهُ تَجَاهَلَ.

عِنْدَمَا اليَأْسُ القَاتِلُ يَبْسُطُ ظِلَّهُ الثَّقِيْلُ تَنُؤْ بِهِ الكَوَاهِلُ.

إَذَا الظَّلاَمُ الدَّامِسُ تَخَلَّلأَ النُّفُوْسَ الكَئِيْبَةَ إِعْتَصَرَهَأ.

الأَحْزَانُ الرَّهِيْبَةُ لاَ تَسْرِيْ إِلاَّ فِيْ الأَرْوَاحِ القَمِيْئَةِ.

الأَشْجَانُ القَاتِلَةُ لاَ تَجُوْبُ إِلاَّ حَنَايَا النُّفُوْسِ المُعَذَّبَةِ فَتَعْتَصِرَهَا.

مَنْ تَهُبَّ عَلَيْهِ رِيَاحُ المَنَايَا تَفْتُكْ بِهِ.

المَنَايَا لاَ تَأْبَهْ لأَعْظَمِ العَوَاهِلِ وَلاَ تَرْحَمْ المَسَاكِيْنَ.

الأَفَّاكُوْنَ يَغْرَقُوْنَ فِيْ القَلقِ الدَّافِقْ.

الخَطَأَةُ يَتَقَلَّبُوْنَ بَيْنَ أَسِنَّةِ الإِضْطِّرضابْ المُتَدَافِعْ.

عِنْدَمَا تَمْتَزِجُ النِّيْرَانُ بِالدُّخَانِ يَخْتَنِقُ مَنْ عَرْبَدَ فِيْ دُنْيَاهْ وَكَفَرَ وَخَانْ.

دَأَبْتُ وَأَدْأَبُ وَسَأَدْأَبُ فِيْ مَسَارَاتِيْ حَتَّىْ يُمْحَقُ البَاطِلُ وَيَعْلُوَ الحَقُّ.

الأَرْوَاحُ الفَاجِرَةُ المُذَبْذَبَةُ تُلاَقِ]ْ الأَلَمَ المُدَمَّىْ.

حَيْثُ المُصَابُ الجَلَلُ لاَ تَسْمَعْ إِلاَّ البُكَاءَ الصَّارِخَ يَشُقُّ الفَضَاءَ وَيَزْرِيْ بِنَحِيْبِ النِّسَاءْ.

صُفْرَةُ المَوْتِ لاَ تَعْلُوَ إِلاَّ الوُجُوْهَ النَّحِيْلأَةَ الشَّاحِبَةْ.

الاثنين، 26 مايو 2014


أَنْسَامٌ مِنَ الحُبِّ

 

بِقَلَمْ: حُسَيْنَ أَحْمَدَ سَلِيْمَ

 

حَبِيْبَتِيْ القَدَرِيَّةُ, الَّتِيْ أَتَتْ مِنَ جِبَالِ المَسَرَّاتِ, المُطْمَئِنَّةِ الهَدْأَةِ فِيْ أَرْحِبَةِ الفَرَادِيْسِ الإِلَهِيَّةِ, المُرَصَّعَةِ بِأَبْهَىْ السِّحْرِ وَالجَمَالِ, وَالَّتِيْ أَكْرَمَنِيْ اللهُ بِهَا فِيْ هَذَا العَالَمِ الأَرْضِيِّ... فِتَنَتُكِ الَّتِيْ حَبَاكِ اللهُ بِهَا حَيَّرَتْ لُبِّيْ... وَفَمُكِ الأَحْوَىْ بِالجَمَالِ, كَأَنَّهُ رُسِمَ بِرِيْشَةِ فَنَّانٍ بَارِعٍ مُبْدِعٍ, أَتْقَنَ فُنُوْنَ الرَّسْمِ وَالتَّشْكِيْلِ... وَعُنْقُكِ السَّاحِرِ, مَا هُوَ إِلاَّ فِتْنَةً مُذْهِلَةً, قُدَّ مِنْ مَرْمَرٍ لاَ وُجُوْدَ لَهُ إِلاَّ فِيْ الفَرَادِيْسِ... وَشَفَتَاكِ القُرْمُزَيَّتَانِ, تَنْثَالُ مِنْهُمَا سُلاَفَةُ الحُبِّ, تَقْطُرُ كَلُؤْلُؤِ النَّدَىْ عِنْدَ لَمَاكِ... وَوَجْهُكِ البَدْرِيُّ, المُكَوْكَبُ الإِشْرَاقِ, نُوْرٌ يَسْطَعُ فِيْ أَرْجَاءِ قَلْبِيْ, يُضِيْءُ صَدْرِيْ بِأَنْوَارِ الحُبِّ وَالعِشْقِ... وَأُنُوْثَتُكِ المَوْرُوْثَةُ مِنْ أُمَّكِ حَوَّاءَ الأُوْلَىْ, فَاتِنَةَ آدَمَ الأَوَّلَ, تُذْهِلُ بَصِيْرَتِيْ قَبْلَ بَصَرِيْ... وَصَدْرُكِ الوَضَّاءُ بِالإِفْتِتَانِ, إِغْوَاءً وَإِغْرَاءً بِنَهْدَيْنِ نَاهِدَيْنِ كَاعِبَيْنِ نَاهِضَيْنِ, يَسْتَهْوِيْنِيْ... وَقِوَامُكِ المَمْشُوْقُ بِالقَدِّ الأُمْلُوْدِ, يَهْزَأُ بِكُلِّ القُدُوْدِ فِيْ عَالَمِ النِّسَاءِ... فَمُذْ رَأَيْتُكِ وَتَكَحَّلَ بَصَرِيْ بِوَمَضِ جَمَالَكِ, وَقَعْتُ أَسِيْرًا فِيْ شَرَكِ غَرَامَكِ...