الأحد، 25 مايو 2014


دِيَابْ حُسَيْنْ شُعَيْبْ

شَاعِرْ شَعْبِيْ لُبْنَانِيْ مُبْدِعْ مِنْ بَلْدَةْ وَادِيْ فَعْرَةْ فِيْ البِقَاعِ الشِّمَالِيْ يِعِيْشُ فِيْ الظِّلّْ

 

بِقَلَمْ: حُسَيْنْ أَحْمَدْ سَلِيْمْ (آلْ الحَاجْ يُوْنِسْ)

كَاتِبْ وَفَنَّانْ تَشْكِيْلِيْ مِنْ بَلْدَةْ النَّبِيْ رَشَادَةْ نَجْمَةْ هِلاَلْ غِرْبِيْ بَعْلَبَكّْ.

 

تَخْتَزْنُ الذَّاكِرَةُ الرِّيْفِيَّةُ الشَّعْبِيّةْ البقاعيّة, المَكَانِيَّةُ وَالزَّمَانِيَّةُ, المُمْتَدَّةُ فِيْ أَرْحِبَةِ إِمْتِدَادَاتِ أَرْضِ القَدَاسَةِ وَالطُّهْرِ وَالعُنْفُوَانِ وَالكِبْرِيَاءِ, بِقُرَىْ وَبَلْدَاتِ بِلاَدِ مَدِيْنَةِ الشَّمْسِ بَعْلَبَكّْ, حَيْثُ تَتَعَمْلَقُ بِثَرَاءٍ مُتَعَاظَمٍ مِنَ الشِّعْرِ المَحْكِيِّ, المُصَاغِ بِاللَهْجَةِ البَعَلْبَكِيَّةِ القَرَوْيَّةِ المَحَلِّيَّةِ, ذَلِكَ المُتَنَوِّعُ بِأَشْكَالِهِ المُتَعَدِّدَةِ وَالمُخْتَلِفَةِ, هُوَ الفَنُّ الشِّعْرِيُّ النَّابِعُ مِنَ الوِجْدَانِ, وَالمُتَوَارِثُ عِبْرَ ذَاكِرَةِ الأَجْيَالِ, وَالَّذِيْ يُشَاعُ بَيْنَ النَّاسِ المُهْتَمَّةِ, إِمَّا مُشَافَهَةً أَوْ كِتَابَةً أَوْ نَقْلاً, أَوْ يُلْقَىْ خِلاَلَ اللِقَاءَاتِ وَالمُنَاسَبَاتِ وَالأُمْسِيَاتِ وَالإِحْتِفَالاَتِ, ذَلِكَ الفَنُّ الَّذِيْ تُضَافُ إِلَيْهِ مُحَاوَلاَتٌ مِنَ التَّجَارُبِ الإِبْدَاعِيَّةِ المُتَأَثِّرَةِ بِمَوَازِيْنِ الشِّعْرِ الشَّعْبِيِّ, تِلْكَ اللَوْحَاتُ المُتَمَاهِيَةُ وَالنَّاتِجَةُ عَنْ تَوَاصُلِ الشُّعَرَاءِ وَتَفَاعُلِهِمْ فِيْمَا بَيْنَهُمْ, وَمُحَاكَاتَهُمْ مَعْ الفُنُوْنِ الشِّعْرِيَّةِ الفَنِّيَّةِ الشَّعْبِيَّةِ فِيْ البِيْئَةِ المُحِيْطَةْ, حَيْثُ تَتَجَلَّىْ فَعَالِيَّةُ المُشَارَكَةِ فِيْ حَرَكَةِ الفِعْلِ, وَمَدَىْ عُمْقِهَا مَعِ المَخْزُوْنِ العَامِّ لِذَلِكَ الثَّرَاءِ مِنَ التَّكَامُلِ بَيْنَ الشِّعْرِ الشَّعْبِيِّ وَالفَصِيْحِ, لِيَتَجَسَّدَ فِيْ تَكْوِيْنَاتِ المَرَايَا الجَلِيَّةِ, الَّتِيْ تَعْكِسُ البُعْدِ الآخَرَ لِوِجْدَانِ الأُمَّةِ البِقَاعِيَّةِ البَعَلْبَكِيَّةِ, وَالَّتِيْ تُعَبِّرُ أَفْضَلَ تَعْبِيْرٍ عَنْ ضَمِيْرِ هَذِهِ الأُمَّةِ عِبْرَ حِقَبِ الزَّمَنِ, بَدْءًا بِالأَمْسِ فَالحَاضِرِ وُصُوْلاً لِرُؤَىْ الغَدِ...

شَغَلَنِيْ الشِّعْرُ الشَّعْبِيِّ كَثِيْرًا بِفُنُوْنِهِ المُتَنَوِّعَةِ, وَمَا زَالَ يُحَرِّضُ ذَاكِرَتِيْ عَلَىْ تَرْدِيْدِهِ فِيْ غَالِبِيَّةِ أَوْقَاتِيْ نَهَارًا وَلَيْلاً, وَالبَحْثِ المُسْتَمِرِّ عَنْ شُعَرَاءِ هَذَا النَّوْعِ, الَّذِيْنَ يِعِيْشُوْنَ فِيْ الظِّلِّ بَعِيْدًا عَنِ الأَضْوَاءِ, يَتَوَزَّعُوْنَ فِيْ القُرَىْ وَالبَلْدَاتِ البِقَاعِيَّةِ وَالجَنُوْبِيَّةِ وَالشِّمَالِيَّةِ وَالجَبَلِيَّةِ... بِحَيْثْ يَتَكَلَّلُ بَحْثِيْ الأُسْبُوْعِيْ الَّذِيْ دَرَجْتُ عَلَيْهِ, بِإِكْتِشَافِ مُبْدِعٍ مَا, يَسْكُنُ قَرْيَتِهِ المَنْسِيَّةِ فِيْ البِقَاعِ الأَوْسَطِ وَالبِقَاعِ الشِّمَالِيْ كَمَا بَقِيَّةِ البَلْدَاتِ الأُخْرَىْ فِيْ وَطَنِيْ, وَمِنْهُمْ مَا هُوَ مُبْدِعٌ شِعْرِيٌّ شَعْبِيٌّ أَوْ فَنَّانٌّ تَشْكِيْلِيٌّ أَوْ مُنْشِدٌّ أَوْ عَازِفٌّ عَلَىْ آلَةٍ مُوْسِيْقِيَّةٍ مَا أَوْ صَاحِبَ صَوْتٍ طَرَبِيٍّ مُمَيَّزٍ...

وُجْهَتِيْ هَذَا الأُسْبُوْعُ كَانَتْ زِيَارَةٍ عَائِلِيَّةٍ تَقْلِيْدِيَّةٍ لِقَرِيْبِ قَرِيْنَتِيْ مُرَافِقَتِيْ, وَالَّذِيْ يُقِيْمُ فِيْ عُسَيْرَةِ بَعْلَبَكَّ, لِجَهَةِ الشَّرْقِ الجُرْدِيَّةِ مِنْ مَدِيْنَةِ الشَّمْسِ بَعْلَبَكَّ, وَالَّتِيْ تُطِلُّ عَلَىْ جَمِيْعِ أَرْجَاءِ المَدِيْنَةِ, لِتَرْتَسِمَ بَعْلَبَكَّ فِيْ أَرْوَعِ مَشْهَدِيَّةٍ تَشْكِيْلِيَّةٍ وَاقِعِيَّةِ...

دِيَابْ حُسَيْنْ شُعَيْبْ, شَاعِرٌ شَعْبِيٌ مُبْدِعٌ وَمَغْمُوْرْ فِيْ الظِّلِّ, مِنْ مَوَالِيْدِ العَامْ 1941 لِلْمِيْلاَدِ. نَشَأَ فِيْ رِحَابِ بَلْدَةِ وَادِيْ فَعْرَةْ الرِّيْفِيَّةِ, الوَاقِعَةْ غَرْبِيْ البِقَاعِ الشِّمَالِيْ, وَالتَّابِعَةِ لِمُحَافَظَةِِ بَعْلَبَكَّ وَقَضَائِهَا... عَمِلَ فِيْ خِدْمَةِ الأَرْضِ فِيْ بِدَايَاتِ شَبَابِهِ, ثُمَّ إِنْتَقَلَ إِلَىْ ضَاحِيَةِ بَيْرُوْتَ الجَنُوْبِيَّةِ مَعْ أَهْلِهِ, سَعْيًا وَرَاءَ تَأْمِيْنِ لُقْمَةِ العَيْشِ, فَإِشْتَغَلَ فِيْ بَعْضِ المَصَانِعِ الكُبْرَىْ المُنْتَشِرَةِ فِيْ ضَوَاحِيْ بَيْرُوْتْ... ثُمَّ عَادَ إلَىْ بَعْلَبَكَّ لِيَعْمَلَ بِأَشْغَالٍ حُرَّةْ وَتِجَارَةِ الأَرَاضِيْ, بَعْدَهَا إِنْتَقَلَ إِلَىْ الجَنُوْبِ اللُبْنَانِيْ لِيَسْتَقِرَّ فِيْ مُرَاقَبَةِ عَمَلٍ فَنِّيٍّ فِيْ مَصْنَعٍ لِتَشْكِيْلِ الزَّخْرَفَةِ وَقَطْعِ وَنَشْرِ الحِجَارَةِ وَتَحْوِيْلِهَا لِبَلاَطَاتٍ لاَفِتَةٍ... لَمْ يَدُمْ فِيْ هَذَا العَمَلِ حَتَّىْ إِضْطَّرْتُهُ الظُّرُوْفُ الإِجْتِمَاعِيَّةِ لِلْعَوْدَةِ إِلَىْ بَعْلَبَكَّ, لِيَمْضِيْ هَدْأَةَ حَيَاتِهِ فِيْ مَسْكَنِهِ بِحَيّْ العُسَيْرَةِ مِنْ الأَحْيَاءِ الجَدِيْدَةِ الَّتِيْ نَشَأَتْ شَرْقِيْ مَدِيْنَةِ الشَّمْسِ بَعْلَبَكَّ...

دِيَابْ حُسَيْنْ شُعَيْبْ مِنَ المُبْدِعِيْنَ البَعَلْبَكِيِّيْنَ المُمَيَّزِيْنَ, رُغْمَ حَيَاتَهُ فِيْ الظِّلِّ وَبَعِيْدًا عَنِ الأَضْوَاءِ, لَمْ تُسْتَطِعْ ضُغُوْطَاتُ الحَيَاةِ وَمُتَطَلِّبَاتِهَا أَنْ تُنْهِكُهُ بِتَفَاصِيْلِهَا, وَلَمْ تَسْلُبَهُ القُدْرَةُ عَلَىْ حَرَكَةِ فِعْلِ الإِبْدَاعِ الشَّعْرِيِّ الشَّعْبِيِّ المَحْكَيِّ, وَلَمْ تَقْوَىْ كُلَّ العَقَبَاتِ أَنْ تُثَبِّطَ عَزِيْمَتُهُ, وَتَصْرِفَهُ عَنِ الإِهْتِمَامِ بِجَوْهَرِ مَعَانِيْ الحَيَاةِ, فَمَنَحَتْهُ الحَيَاةُ وَخُبُرَاتِهَا شَفَافِيَّةُ حَرَكَةِ فِعْلِ الخَلْقِ وَالإِبْدَاعِ, لِتَمْنَحَهُ هَذِهِ الحَرَكَةُ حَالَةً مِنَ التَّوَهُّجِ فِيْ مَجَالِ نَظْمِ الشِّعْرِ الشَّعْبِيِّ المَحْكِيِّ, تَبْعَيُ فِيْهِ شَوْقًا مُجَنَّحًا إِلَىْ التَّمْيِبْزِ, بِقَبَسَاتٍ نُوْرَانِيَّةٍ تُضِيْءُ مَا حَوْلَهَا, لِتَخْلُقَ الإِبْدَاعَ فِيْ نَظْمِ الشِّعْرِ الشَّعْبِيِّ المَحْكِيِّ, القَصِيْدِ وَالزَّجَلِ وَالمِيْجَانَا وَالعَتَابَا وَالأُوْفْ... وَالَّتِيْ إِمْتَطَىْ دِيَابْ حُسَيْنْ شُعَيْبْ صَهَوَاتِهَا بِقَنَاعَةٍ مَوْرُوْثَةٍ عَنْ آبَائِهِ وَأَجْدَادِهِ, الَّذِيْنَ وَسَمَهَمْ زَمَانَهُمْ بِالخَلْقِ وَالإِبْدَاعِ فِيْ مَجَالاَتِ الفُنُوْنِ الشَّعْبِيَّةِ المُنْتَشِرَةِ فِيْ بِيْئَةِ المُجْتَمَعِ القَرَوِيِّ...

دِيَابْ حُسَيْنْ شُعَيْبْ, شَاعِرْ شَعْبِيْ لُبْنَانِيْ مُبْدِعْ مِنْ بَلْدَةْ وَادِيْ فَعْرَةْ فِيْ البِقَاعِ الشِّمَالِيْ يِعِيْشُ فِيْ الظِّلّْ...

نَظَمْ دِيَاتْ حُسَيْنْ شُعَيْبْ فِيْ نَوَاحٍ كَثِيْرَةٍ إِجْتِمَاعِيَّةٍ وَسِيَاسِيَّةٍ وَغَيْرَهَا مِنَ المَدْحِ وَالهِجَاءِ... وَمِنْ بَعْضِ أَشْعَارِهِ الشَّعْبِيَّةِ إِخْتِرْنَا مَا يَلِيْ...

يِا الله يِحْفَظْ أَبُوْ هَادِيْ

يَا رِافِعْ عِزّْ بْلاَدِيْ

وَيَللِيْ سِيْدِيْ يْعَادِيْ

خْصَامُوْا كِلاَّ يْذِلاَّ...

 

يَا سِيْدِيْ سْبَاعْ رْجَالَكْ

بِيْضَحُّوْا الرُّوْحْ كِرْمَالَكْ

وْرَايَاتْ النَّصْرْ قْبَالَكْ

فِيْهَا العِزّْ بْيِتْجَلاَّ...

 

إِذَا طَبْلِ الحَرْبْ إِنْدَقّْ

خَصْمَكْ مِنْ قَهْرُوْا طَقّْ

مَوْقِفْنَا دَعْمِ الْحَقّْ

وْلِلْظَّالِمْ مِنْقُللُوْا كَلاَّ...

 

أَتَانَا سُفُنْ وَالمُدَمَّرْ عَلَىْ مَتِنْهُمْ

شَيَاطِيْنْ الغَرْبْ وَالشَّرّْ عَلاَمَتِنْهُمْ

وِرْجَالَكْ يَا سَيِّدْ عَلاَمَتِنْهُمْ

وِبْسَاحَاتْ الوَغَىْ أْسُوْدْ الغَابْ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق