الجمعة، 23 مايو 2014


نَوَافِذٌ لَكِ

 

بِقَلَمْ: حُسَيْنْ أَحْمَدْ سَلِيْمْ

 

أَنْتِ حُلُمٌ إِفْتِرَاضِيٌّ جَمِيْلٌ, يَتَرَاءَىْ لِوِجْدَانِيْ فِيْ عَالَمِ الخَيَالِ البَعِيْدِ, وَيُرَاوِدُنِيْ فِيْ تَفَكُّرِ عَقْلِيْ بِالحُبِّ قَدَاسَةً لَكِ, وَيُشَاغِفُنِيْ فِيْ أَشْوَاقِ قَلْبِيَ العَاشِقِ طَهَارَةً لَكِ... كَأَنَّهُ الأَمَلُ المُرْتَجَىْ, يُحَاكِيْنِيْ وَأُنَاجِيْهِ, سَيَتَجَسَّدُ يَوْمًا فِيْ عَالَمِ الحَقِيْقَةِ وَالوَاقِعِ, إِنْ شَاءَ اللهُ مَا فِيْهِ لَهُ رِضَا وَصَلاَحٌ لِيْ وَلَكِ...

أَيَّتُهَا النَّاهِدُ الكَاعِبُ, يَا ذَاتَ الصِّبَا النَّاضِرِ الزَّاهِرِ, كَأَنَّ فِتْنَتَكِ الَّتِيْ أَسْبَغَهَا الله عَلَيْكِ أُنُوْثَةً, وَأَوْشَحَكِ بِهَا قَدَرًا وَحُسْنًا لَكِ, وَدَثَّرَكِ بِمَسَاحَاتِ جَمَالِهَا لِيَزِيْدَ فِيْ سِحْرَكِ, كَأَنَّهَا قُدَّتْ مِنْ مَعَالِمِ جَمَالِيَاتِ النَّعِيْمِ, وَكَأنَّهَا مُسْتَمَدَّةٌ مِنْ خُلاَصَةِ الفِرْدَوْسِ...

يَا ذَاتَ اللَطَافَةِ الحَرِيْرِيَّةِ النَّاعِمَةِ الشَّفِيْفَةِ, لُطْفَكِ القَدَرِيُّ الزَّائِدُ لَطَافَةً, لَمْ وَلَنْ وَلاَ يُمَاثِلُهُ لُطْفٌ آخَرُ لاَ فِيْ الإِفْتِرَاضِ وَلاَ فِيْ الوَاقِعِ, وَلَمْ وَلَنْ وَلاَ أَتَتْ بِهِ أُنْثَىْ تُمَاثِلُكِ مِنْ النِّسَاءِ مِنْ سُلاَلَةِ حَوَّاءَ أُمُّ النِّسَاءِ وَمُنْجِبَةُ الرِّجَالِ, تِلْكَ المَرْأَةُ الَّتِيْ أَوْجَدَهَا الله مِنْ طِيْنَةِ آدَمَ فِيْ دُنْيَانَا بِعَالَمِ الأَرْضِ الوَاقِعِيِّ...

رِقَّتُكِ الأَرَقُّ رِقَّةً مِنْ أَنْسَامِ الأَثِيْرِ الرَّقِيْقِ, المُتَرَقِّقِ فِيْ تَمَوُّجَاتِهِ, يَا حُوْرِيَّةَ الحَوَارِيْ وَمَلِيْكَةَ النِّسَاءِ, رِقَّتُكِ تَفُوْقُ رِقَّةَ فَتَيَاتِ الفَرَادِيْسِ الغَنَّاءِ, المُوَشَّاةِ بِالأَزْهَارِ المُتَفَتِّقَةِ وَالوُرُوْدِ العَابِقَةِ بِالطِّيْبِ وَضَوْعِ الشَّذَىْ الذَّكِيُّ الرَّائِحَةِ...

أَيَّتُهَا الغَادَةُ الهَيْفَاءُ, أَيَّتُهَا الكَاعِبُ الخَلاَّبَةِ, يَا ذَاتَ الأُنُوْثَةِ الشَّهِيَّةِ, وَيَا ذَاتَ الجَمَالِ الخَارِقِ, أَنَا مَأْخُوْذٌ, مَبْهُوْرٌ, مَسْحُوْرٌ بِرَوْعَةِ مَحَاسِنَكِ... وَمُنْذُ ذَلِكَ التَّارِيْخِ الَّذِيْ وَقَعَ فِيْهِ بَصَرِيْ عَلَىْ فِتْنَتَكِ المُذْهِلَةِ, سَقَطْتُ قَدَرًا صَرِيْعَ فِتْنَةِ أُنُوْثَتَكِ... وَأَصْبَحْتُ هَائِمًا ضَائِعًا مَسْلُوْبًا تَائِهًا فِيْ مَطَاوِيْ الحُبِّ وَالعِشْقِ, لَمْ وَلَنْ وَلاَ يَسْتَقِرُّ لِيْ أَيُّ قَرَارٍ, إِلاَّ فِيْ رِضَا اللهِ وَتَقْوَاهْ...

كَمْ أَتَمَنَّىْ أَنْ أَلْقَاكِ يَا ذَاتِ السِّحْرِ الَّذِيْ لاَ يُقَاوَمُ؟! يَا صَاحِبَةَ النَّظَرَاتِ المُمَغْنَطَةِ بَوَمَضَاتٍ مِنْ سِحْرِ حُوْرِيَاتِ الجِنَانِ... فَمَتَىْ سَيَتَحَقَّقُ حُلُمِيْ الوَرْدِيُّ, وَيَتَجَسَّدُ الإِفْتِرَاضُ بِحَقِيْقَةِ الوَاقِعِ؟! وَأَلْقَىْ السَّعَادَةَ وَتَلْقَانِيْ, فَكَلِمَةُ حُبٍّ وَعِشْقٍ مِنْكِ تُحْيِيْنِيْ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق