الخميس، 22 مايو 2014


وَإِذَا؟!...

تَسَاؤُلاَتٌ فِيْ البُعْدِ تَتَرَاءَىْ...

 

بِقَلَمْ: حُسَيْنْ أَحْمَدْ سَلِيْمْ

 

أَتَفَكَّرُ طَوِيْلاً بِعُمْقٍ فِيْ هَذَا الوُجُوْدِ القَدَرِيِّ, الَّذِيْ شَاءَهُ الله كَمَا شَاءَ لَهُ بِمَشِيْئَتِهِ, بِمَا فِيْهِ مِنْ عَنَاصِرَ وَأَشْيَاءَ وَخَلاَئِقَ وَأَحْيَاءَ, تَتَجَلَّىْ عَظَمَةُ اللهِ فِيْهِ عَظَمَةً بِبَدَائِعِ صُنْعِهِ... تَتَرَاءَىْ لِيْ كُلَّ الأَشْيَاءِ مُسْتَغْلَقَةً, فَأُعَقْلِنُ قَلْبِيْ اللَيِّنُ فِيْ أَشْوَاقِ تَشَاغُفِهِ, وَأُقَلْبِنُ عَقْلِيْ الجَادُّ إِلْتِزَامًا فِيْ تَفَكُّرِهِ, وَأَتَسَاءَلُ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً بَيْنَ مَسَارَاتِ الجَدِّ القَوِيْمَةِ المُسْتَقِيْمَةِ وَغَيْرِهَا... َيَأُخُذُنِيْ العَجَبُ العُجَابُ فِيْ مَا حَدَثَ مَاضِيًا, تَنَاقَلَتْهُ لَنَا الذَّاكِرَاتُ عَلَىْ ذِمَّةِ مَا فِيْ بُطُوْنِ أَطْوَارِ وَأَكْوَارِ وَأَدْوَارِ التَّارِيْخِ الرَّاحِلِ, وَأَعْجَبُ أَكْثَرَ بِمَا يَحْدُثُ حَالِيًا مِنْ إِسْتِكْبَارٍ فِيْ أَرْحِبَةِ الحَاضِرِ القَاهِرِ العَاهِرِ, الَّذِيْ سَيَتَحَوَّلُ غَدًا ذِكْرَىْ أَلِيْمَةً مِنَ الأَمْسِ السَّالِفِ, وَأُقْلَقُ مُضْطَّرِبًا فِيْ جُنُوْنٍ مِنَ العَجَبِ وَالغَرَابَةِ, بِمَا سَيَحْدُثُ فِيْ الغَدِ عَلَىْ ضَوْءِ أَحْدَاثِ الحَاضِرِ, وَمَا يَحْمِلُ لَنَا القَادِمُ مِنَ المُفَاجَآتِ وَالأَسْرَارِ وَالأَخْبَارِ, إِجْتِهَادًا عَلَىْ ذِمَّةِ جَهَابِذَةِ إِسْتِنْبَاطِ الأَحْكَامِ مِنْ إِفْتِرَاضِيَاتِ الغَيْبِ المَحْجُوْبِ عَنِ البَصَائِرِ وَالأَبْصَارِ...

إِذَا الحُكَّامُ الطَّوَاغِيْتُ, زَبَانِيَةُ الأَبَالِسَةِ وَأَبَاطِرَةُ الشَّيَاطِيْنِ, تَنَافَخُوْا غُرُوْرًا فِيْ عَالَمِ الأَرْضِ المَرْذُوْلَةِ وَتَعَالُوْا وَتَفَرْعَنُوْا... وَإِسْتَكْبَرَتْ تِلْكَ الطُّغْمَةُ مِنْ أَرْذَلِ الأَرَاذِلِ فِيْ طُغْيَانِهَا, وَكَفَرَتْ وَظَلَمَتْ وَإِسْتَبَدَّتْ زُوْرًا وَبُهْتَانًا... يَوْمًا مَا آتِيًا, سَرِيْعًا عَلَىْ جَنَاحِ الزَّمَنِ, سَوْفَ تَمُوْتُ قَدَرًا مَوْقُوْتًا لَهَا, وَفِيْ غَفْلَةٍ مِنْ أَمْرِهَا, وَفِيْ جَوْفِ التُّرَابِ سَوْفَ تُرْمَىْ وَتُدْفَنُ وَتُنْسَىْ وَيَقْتَاتُ الدُّوْدُ بِهَا... وَتَبُوْلُ الخَلاَئِقُ عَلَىْ بَلاَطَاتِ ضَرِيْحِهَا المُزَخْرَفِ وَتَبْصُقُ, وَيَوْمَ الحِسَابِ الأَعْظَمِ, بِجَرِيْرَةِ أَعْمَالِهَا سَتُصْفَعُ, وَتُرْمَىْ عَلَىْ وُجُوْهِهَا فِيْ لَظَىْ النَّارِ تَتَكَوَّىْ وَتُحْرَقُ, وَكُلَّمَا ذَابَتْ أَجْسَادَهَا وَإِحْتَرَقَتْ, بِأَجْسَادٍ جَدِيْدَةٍ سَوْفَ تَتَبَدَّلُ وَتَتَقَمَّصُ وَتُحْرَقُ, ثُمَّ تَتَقَمَّصُ وَتُحْرَقُ, حَتَّىْ يَقْضِيَ الله أَمْرَهُ...

وَإِذَا العُرُوْشُ الزَّمَنِيَّةُ الزَّائِلَةُ, المُنْتَشِرَةُ كُفْرًا فِيْ أَرْحِبَةِ الأَرْضِ العَاقِرةِ الفَانِيَةِ, هَذِهِ الغَبْرَاءُ الَّتِيْ تَجْرِيْ قَدَرًا لِتُذْرَىْ كَالغُبَارِ فِيْ اللامُنَاهِيَاتِ... تِلْكَ العُرُوْشُ الَّتِيْ إِغْتَصَبَهَا أُوْلَئِكَ الَّذِيْنَ نَصَّبَتْهُمُ الأَيَّامُ زُوْرًا وَبُهْتَانًا, وَتَكَارَمَتْ عَلَيْهِمْ بِمَنَاصِبٍ مُخْتَلَسَةً وَلاَ يَسْتَحِقُّوْنَهاَ, وَرَفَعَتْهُمْ خِلْسَةً فِيْ غَفْلَةٍ مِنَ الأَيَّامِ, وَأَجْلَسَتْهُمْ بِغَيْرِ حَقٍّ عَلَىْ أَرَائِكِ الحُكَّامِ وَالوُلاَةِ... أُوْلَئِكَ المُلُوْكُ وَالرُّؤَسَاءُ وَالأُمَرَاءُ وَالمَشَايِخُ وَالوُلاَةُ وَالحُكَّامُ وَالزُّعَمَاءُ وَالقَادَةُ, الغَاصِبُوْنَ أَنْفُسَهُمْ, شَهْوَةَ عُهْرٍ وَكُفْرٍ وَدُعْرٍ وَعَنْجَهِيَّةٍ فَارِغَةٍ... يَوْمًا مَا قَادِمًا عَلَىْ صَهَوَاتِ التَّارِيْخِ الأَصْدَقِ, سَوْفَ تُدَكُّ عُرُوْشَهُمْ وَتَهْوَىْ, وَعَلَىْ أَقْحَافِهِمْ سَوْفَ تُحَطَّمُ...

وَإِذَا السَّاسَةُ عَهَرُوْا, بِمَا بِهِ فِيْ تَفَكُّرِهِمْ نَتَنُوْا, طَمَعًا وَإِسْتِغْلاَلاً وَإِنْتِهَازًا لِلْفُرَصِ المُؤَتِيَةِ, يُجَدِّفُوْنَ عَلَىْ غِيْرِ هُدَىً فِيْ أَضْحَالِ المُسْتَنْقَعَاتِ... يَجْتَهِدُوْنَ عَلَىْ ذِمَّةِ نُوْسْتَرْ أَدَامُوْسَ, وَيَفْتُوْنَ بَمَا لَمْ وَلَنْ وَلاَ أَنْزَلَ بِهِ الله مِنْ سُلْطَانٍ, وَيُمَارِسُوْنَ كُلَّ فُنُوْنَ النُّكَاحِ السِّيَاسِيِّ, لُوَاطًا وَسُحَاقًا... وَيَصْطَادُوْنَ فِيْ المَاءِ العَكِرِ عَلَىْ شَاكِلَتِهِمْ, مَا يَتَرَاءَىْ لَهُمْ عَلَىْ حَقَارَةِ مِزَاجِيَاتِهِم الإِنْتِهَازِيَّةِ... السَّاسَةُ أُوْلَئِكَ صَعَالِيقٌ وَأَبَالِسَةٌ وَشَيَاطِيْنٌ, إِذَا عَهُرُوْا لاَطُوْا بِالسِّيَاسَةِ وَتَسَاحَقُوْا بِهَا وَمَعَهَا, فَحَمَلَتْ وَتَحْمِلُ وَسَتَحْمِلُ, وَأَنْجَبَتْ وَتُنْجِبُ وَسَتُنْجِبُ, طِبْقَ الأَصْلِ مِنْ أَرْحَامِهَا المَوْبُوْءَةِ بِالخَبَائِثِ, بِمَا سَاسَةَ العُهْرِ بِهِ وَحَمُوْا...

وَهَكَذَا أَتَسَاءَلُ أَيْضًا؟! مَا إِذَا النُّفُوْسُ تَدَاهَتْ؟! وَإِذَا الرِّجَالُ مَكَرَتْ؟! وَإِذَا النِّسَاءُ تَكَادَتْ؟! وَإِذَا الحُكَّامُ تَغَرَّبَتْ؟! وَإِذَا المَرْأَةُ تَفَعَّتْ؟! وَإِذَا القُبُوْرُ تَشَقَّقَتْ وَالأَمْوَاتُ مِنْهَا خَرَجَتْ؟! وَإِذَا النُّفُوْسُ طَفَرَتْ فِيْ دُنْيَاهَا كَفَرَتْ وَبِرَحْمَةِ رَبِّهَا مَا ظَفَرَتْ؟! وَإِذَا غُبَارُ المَوْتِ عَنِ الوُجُوْهِ نُفِضَ؟! وَإِذَا الشَّمْسُ أَرْسَلَتْ أَنْوَارَهَا عَلَىْ غِيْرِ عَادَتِهَا وِمِنَ الغَرْبِ أَشْرَقَتْ وَفِيْ الشَّرْقِ غَرُبَتْ؟! وَإِذَا الكَوَابِيْسُ بِالمِرْصَادِ كَانِتْ؟! وَإِذَا أَصْحَابُ التَّنَافُخِ بِعَبَاءَاتِهِمْ تَزَمَّلُوْا غُرُوْرًا؟! وَإِذَا الفُرْسَانُ إِعْتَلُوْا ظُهُوُرَ البِغَألِ وَالحَمِيْرِ بَدَلَ صَهَوَاتِ أَحْصِنَتِهِمْ؟! وَإِذَا العُشَّاقُ فِيْ حَنَادِسِ اللَيَالِيْ عَسُّوْا؟! وَإِذَا الفُرْسَانُ صُفِّدُوْا بِالقَرَابِيْسِ؟! وَإِذَا الشَّمْسُ غَدَتْ دَاجِيَةً تَنْشُرُ أَشِعَّتِهَا عَابِسَةً؟! وَإِذَا الأَمْوَاتُ هَلُعُوْا وِمِنَ القُبُوْرِ طَفَرُوْا؟! وَإِذَا العُشَّاقُ إِضَّجَعُوْا عَلَىْ فُرُشٍ لاَهِبَةٍ بِالأَشْوضاقِ الحَارِقَةِ الَّتِيْ لاَ تَخْمُدُ نَيْرَانِهَا؟! وَإِذَا الأَلْسُنُ تَبَلْبضلَتْ؟! وَإِذَا النَّاسُ إِحْتضارَتْ بَيْنَ قُلُوْبِهَا وَعُقُوْلشهَا؟! وَإِذَا غَدَتِ العُقُوْلُ لاَ تُقْنِعُ أَصْحَابَهَا؟! وَإِذَا القَلُوْبُ غَدَتْ لاَ تُنْصِفُ حَامِلِيْهَا؟! وَإِذَا النِّسَاءُ تَصَنَّعْنَ العِفَّةَ وَألكَمَالَ؟! وَإِذَا العَارِيَاتُ تَخَطَّرْنَ فِيْ الشَّوَارِعِ؟! وَإِذَا الفَاتِنَاتُ تَثَنَّيْنَ بِخَفَرٍ؟! وَإِذَا العَاشِقَاتُ قَصَصْنَ حُبَّهُنَّ الهَائِلُ زُوْرًا؟! وَإِذَا التَّارِيْخُ أَعَادَ ذِكْرَيَاتَ مَاضِيْهِ السَّحِيْقَةِ الزَّائِلَةِ؟! وَإِذَا النِّسَاءُ تَبَرَّجْنَ وَتَضَمَّخْنَ بِالفِتْنَةِ وَالإِفْتِتَانِ؟! وَإِذَا الغَاوِيضاتُ أَبْدَيْنَ كُلَّ مَا لَدَيْهُنَّ مِنْ مَفَاتِنَ؟! وَإِذَا المَغْرُوْمُوْنَ رَوُوْا أَسَاطِيْرَ غَرَامِهِمْ مُدَاجُوْنَ؟! وَإِذَا الرِّيضاحُ عَصَفَتْ؟! وَإِذَا النُّجُوْمُ إِضْطَّرَبَتْ؟! وَإِذَا السَّمَاءُ أَظْلَمَتْ؟! وَإِذَا الهَاوِيَةُ إِصْطَخَبَتْ؟! وَإِذَا الأَرْضُ مَادَتْ؟! وَإِذَا العُيُوْنُ جَحَطَتْ؟! وَإِذَا المَوْلُوْدَةُ وَجَلُتْ؟! وَإِذَا الخَنْسضاءُ إِنْتَحَبَتْ؟! وَإِذَا النُّسْوَةُ الخَطَأَةُ تَوَسَّلَتْ؟! وَإِذَا الدَّمْدَمَةُ الكَدْرضاءُ دَوَّتْ؟! وَإِذَا الجَمِيْلضةُ أَمَامَ عَاشِقِهَا تَكَسذَرَتْ؟! وَإِذَا الأَجْوضاءُ بِالوَجَلِ إِصْطَخَبَتْ؟! وَإِذَا الأَسْوَاطُ عَلَىْ الأَجْسضامِ هَوَتْ؟! وَإِذَا النِّسْوَةُ مِنَ الحَيَاءِ وَالخَجَلِ تَعَرَّتْ؟! وَإِذَا الشَّيَاطِيْنُ كَانَتِ  الآمِرُةُ النَّاهِيَةُ وَإِفْتَرذَتْ ثُغُوْرَهَا عَلَىْ أَسْنَانِهَا الغِلِيْظَةُ؟! وَإِذَا الأَبَالِسَةُ تَبَوَّأَتْ عُرُوْشَهَا الرَّهِيْبَةَ؟! وَإِذَا قَادَةُ الأَحْزَابِ تَعَاهَرُوْا؟! وَإِذَا الزَّنَأدِقَةُ حَكَمُوْا؟! وَإِذَا مُجْتَمَعُ النِّسَاءِ فَحُشَ؟! وَإِذَا النُّجُوْمُ المُتَأَلِّقَةُ إِنْطَفَأَتْ؟! وَإِذَا الصَّيْحَاتُ الدَّاوِيَةُ أَرْجَاءَ الفَضَاءِ الرَّحِيْبِ مَزَّقَتْ؟َ وَإِذَا العَارِيَاتُ مَلأْنض الأَرْوِقَةَ؟! وَإِذَا الفَسِقضاتُ الرَّجِيْمضاتُ تَصَنَّعْنَ العِفَّةَ؟! وَإِذَا الشَّيَاطِيْنُ جَلَسَتْ عَلَىْ عُرُوْشِهَا الإِبْلِيْسِيَّةُ؟! وَإِذَا الأَفْعَىْ الرَّقْطَاءُ تَفَعَّتْ؟! وَإِذَا لُحُوْمُ المُتَبَرِّجَاتِ إِنْتضثَرَتْ؟! وَإِذَا دِيَكَةُ الهَاوِيَةِ السَّوْدَاءِ تَصَايَحَتْ؟! وَإِذَا التَّمَاسِيْحُ الغِلاَظُ تَمَسَّحَتْ؟! وَإِذَا الثَّعَابِيْنُ تَحَرْشَفَتْ وَفَحَّتْ؟!... فَسَلاَمٌ حِيْنَهَا عَلَىْ الأَرْضِ وَمَا فِيْهَا وَمَنْ فِيْهَا وَمَا عَلَيْهَا, مَاضِيًا وَحَاضِرًا وَمُسْتَقْبَلاً, فَقَدْ حُقَّتْ عَلَيْهَا اللَعَنَاتُ, وَمَا بَيْنض لَحْظضةٍ وَلَحْظَةٍ سَتُذْرَىْ فِيْ اللاَمُتَنَاهِيَاتِ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق